هذا محل الشاهد من الآية: ﴿إِنَّمَا
ذَٰلِكُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ يُخَوِّفُ أَوۡلِيَآءَهُۥ﴾ أي: يُخَوِّف
المسلمين بأوليائه من الكفار، وأن هذا التهديد الذي حصل إنما هو من الشيطان.
وهذا ما يسمونه الآن «الحرب
النفسية»، يريدون أن يُرهبوا المسلمين! ولكن الله عز وجل ثَبَّت المسلمين، فلم
يَزدهم هذا التهديد إلاَّ إيمانًا ﴿وَقَالُواْ
حَسۡبُنَا ٱللَّهُ وَنِعۡمَ ٱلۡوَكِيلُ﴾ [آل عمران: 173]، أي: توكلوا
على الله عز وجل، وعلموا أنه لن يضرهم أحد إلاَّ بإذن الله سبحانه وتعالى.
وخرجوا للقاء المشركين، ولم يتوارَوا ويجلسوا في البلد، بل خرجوا إيمانًا
بالله ورسوله، على ما فيهم من الجراح، وما فيهم من المصيبة، لكن الإيمان يملأ
قلوبهم.
وهذا موجود في كل وقت، أن شياطين الإنس والجن يُعظِّمون الكفار ويُهوِّنون
من شأن المسلمين، ويقولون: هؤلاء عندهم صواريخ! وعندهم دبابات! وعندهم أسلحة!
وعندهم... وعندهم! فيُخوفون المسلمين.
هذا نَهْج المنافقين من شياطين الإنس والجن، يُعظِّمون الكفار، ويقولون:
اسكتوا عنهم، لا تقولوا شيئًا؛ حتى لا يهجموا عليكم، أو يقطعوا عنكم المدد، أو
يَحدث منهم ضرر عليكم!!
وهي - أيضًا - طريقة دعاة الضلال في كل زمان وفي كل مكان، يُعظمون من شأن
الكفار، ويُخذلون المسلمين، ويُهونون من شأن المسلمين، ويقولون: لا تأمروا
بالمعروف، ولا تنهَوا عن المنكر؛ لئلا