· وذَكَر العلماء أن الخوف على قسمين:
القسم الأول: خوف العبادة، أو ما يُسمَّى بـ «خوف السر».
وهو على نوعين:
النوع الأول: أن يَخاف الإنسان من الأصنام والأوثان، أو من الموتى
والقبور أن تصيبه؛ كما يخاف المشركون من أوثانهم وأصنامهم، وكما يخاف القبوريون من
الأموات على رزقهم وعلى أولادهم.
فالقبوريون الآن في قلق عظيم؛ لأنهم يخافون من الأموات أن يصيبوهم في
أموالهم وأنفسهم وأولادهم وأرزاقهم. هذا خوف عبادة، وهو شرك أكبر.
فإذا خاف الإنسان من الجن أو من الشياطين، أو خاف من الأموات، أو خاف من
الأشجار والأحجار والأضرحة أن تصيبه؛ فهذا شرك أكبر يُخْرِج من الملة، وهذا ما
يسمى بخوف العبادة، وخوف السر.
فإذا خافوهم تقربوا إليهم بالذبح والنذر، وطافوا بقبورهم، وتبركوا
بأضرحتهم. كل هذا من الخوف، يريدون أن يَسْلَموا من أذاهم، ويقولون: لو ما عملنا
هذا الشيء نُصاب في أنفسنا وأموالنا وأولادنا!
فيُروِّجون على العوامِّ والجهَّال هذا الشيء، ويخوفونهم من هذه المعبودات.
هذا خوف السر وخوف العبادة.
النوع الثاني: إذا خاف الإنسان من الناس، فلم يأمر بالمعروف ولم ينهَ
عن المنكر.