وقوله:
﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلنَّبِيُّ حَسۡبُكَ ٱللَّهُ وَمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ﴾: قال ابن القيم:
«أي: الله وحده كافيك وكافي أتباعك، فلا تحتاجون معه إلى أحد». وهذا اختيار شيخ
الإسلام ابن تيمية.
**********
يقوم مقامه فيه، وهذا مما لا تقوم
مصالح الناس إلاَّ به، ولا محذور فيه، ولكن لا تقل: «يا فلان، توكَّلت عليك»، إنما تقول: «يا فلان، وَكَّلتك في كذا وكذا».
قوله: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ
حَسۡبُكَ ٱللَّهُ وَمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ﴾ هذا خطاب من الله
سبحانه وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ناداه فيه بصفته الكريمة: ﴿ٱلنَّبِيُّ﴾.
والله عز وجل لم ينادِ محمدًا باسمه أبدًا في القرآن، بل يقول: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ﴾ [الأنفال: 64]، ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ﴾ [المائدة: 41]،
فيناديه باسم النبوة وباسم الرسالة؛ تكريمًا وتشريفًا له صلى الله عليه وسلم.
أما عند الإخبار عنه فإن الله يذكره باسمه؛ كقوله: ﴿مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ
أَحَدٖ مِّن رِّجَالِكُمۡ وَلَٰكِن رَّسُولَ ٱللَّهِ وَخَاتَمَ ٱلنَّبِيِّۧنَۗ﴾ [الأحزاب: 40]، وقوله:
﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا
رَسُولٞ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِ ٱلرُّسُلُۚ﴾ [آل عمران: 144]،
فهذا من باب الإخبار. فإذا جاء بالإخبار يأتي باسمه صلى الله عليه وسلم، وإذا جاء
بالنداء فيناديه بصفاته الكريمة.
ولذلك عاب الله على الأعراب الذين وقفوا على الحُجُرات وقالوا: يا محمد،
اخرج إلينا!! فقال عز وجل: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ
يُنَادُونَكَ مِن وَرَآءِ ٱلۡحُجُرَٰتِ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡقِلُونَ ٤وَلَوۡ
أَنَّهُمۡ صَبَرُواْ حَتَّىٰ تَخۡرُجَ إِلَيۡهِمۡ لَكَانَ خَيۡرٗا لَّهُمۡۚ وَٱللَّهُ
غَفُورٞ رَّحِيمٞ ٥﴾ [الحجرات: 4-5]، فيجب التأدب مع الرسول صلى الله عليه
وسلم حيًّا وميتًا.
قوله: ﴿حَسۡبُكَ ٱللَّهُ﴾ الحَسْب: الكافي،
أي: الله كافيك.