×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

وقوله: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ حَسۡبُكَ ٱللَّهُ وَمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ: قال ابن القيم: «أي: الله وحده كافيك وكافي أتباعك، فلا تحتاجون معه إلى أحد». وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية.

**********

 يقوم مقامه فيه، وهذا مما لا تقوم مصالح الناس إلاَّ به، ولا محذور فيه، ولكن لا تقل: «يا فلان، توكَّلت عليك»، إنما تقول: «يا فلان، وَكَّلتك في كذا وكذا».

قوله: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ حَسۡبُكَ ٱللَّهُ وَمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ هذا خطاب من الله سبحانه وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ناداه فيه بصفته الكريمة: ﴿ٱلنَّبِيُّ.

والله عز وجل لم ينادِ محمدًا باسمه أبدًا في القرآن، بل يقول: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ [الأنفال: 64]، ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ [المائدة: 41]، فيناديه باسم النبوة وباسم الرسالة؛ تكريمًا وتشريفًا له صلى الله عليه وسلم.

أما عند الإخبار عنه فإن الله يذكره باسمه؛ كقوله: ﴿مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٖ مِّن رِّجَالِكُمۡ وَلَٰكِن رَّسُولَ ٱللَّهِ وَخَاتَمَ ٱلنَّبِيِّ‍ۧنَۗ [الأحزاب: 40]، وقوله: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٞ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِ ٱلرُّسُلُۚ [آل عمران: 144]، فهذا من باب الإخبار. فإذا جاء بالإخبار يأتي باسمه صلى الله عليه وسلم، وإذا جاء بالنداء فيناديه بصفاته الكريمة.

ولذلك عاب الله على الأعراب الذين وقفوا على الحُجُرات وقالوا: يا محمد، اخرج إلينا!! فقال عز وجل: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَآءِ ٱلۡحُجُرَٰتِ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡقِلُونَ ٤وَلَوۡ أَنَّهُمۡ صَبَرُواْ حَتَّىٰ تَخۡرُجَ إِلَيۡهِمۡ لَكَانَ خَيۡرٗا لَّهُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ٥ [الحجرات: 4-5]، فيجب التأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم حيًّا وميتًا.

قوله: ﴿حَسۡبُكَ ٱللَّهُ الحَسْب: الكافي، أي: الله كافيك.


الشرح