قوله:
وقوله: ﴿وَمَن
يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُۥٓۚ﴾:
قال
ابن القيم وغيره: «أي: كافيه. ومَن كان الله كافيه وواقيه، فلا مطمع فيه لعدو، ولا
يضره إلاَّ أذى لابد منه؛ كالحَر والبرد، والجوع والعطش، وأما أن يضره بما يبلغ به
مراده فلا يكون أبدًا.
قال
بعض السلف: جَعَل الله لكل عمل جزاء من نفسه، وجَعَل جزاء التوكل عليه نفس كفايته،
فقال: ﴿وَمَن يَتَوَكَّلۡ عَلَى
ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُۥٓۚ﴾، أي: كافيه. فلم يقل: فله كذا وكذا من الأجر كما
قال في الأعمال، بل جعل الله سبحانه نفسه كافي عبده المتوكل عليه وحسبه وواقيه.
فلو
توكل العبد على الله حق توكله، وكادته السماوات والأرض ومَن فيهن؛ لجَعَل له
مخرجًا، وكفاه ونَصَره»: انتهى.
**********
فالطير ليس عندها رصيد من الطعام في جحورها، لكنها تخرج في أول النهار
جائعة ورزقها على الله، وترجع وقد امتلأت بطونها برزق الله. فلو أن العباد توكلوا
على الله، لرزقهم كما يرزق الطير.
قوله: ﴿وَمَن يَتَوَكَّلۡ
عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُۥٓۚ﴾ أي: كافيه.
وهذا من باب الجزاء، فمَن توكل على غير الله وَكَله الله إلى غيره، فيكون
خاسرًا ومتوكلاً على ضعيف. أما مَن توكل على الله فإن الله هو الذي يتولى أمره
ويتولى شأنه.
فهذا فيه فضل التوكل، وبيان أن ثمرة التوكل أن يكون حَسْب مَن توكل عليه،
أي: كافيه في جميع أموره وشئونه.