×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

 حتى ارتفع لهبها في الجو إلى عَنان السماء، حتى إن الطير لتسقط في النار من قوة لهبها!! ثم أحضروا المنجنيق ليقذفوه به في النار؛ لأنهم لا يستطيعون الاقتراب منها من شدة لهبها.

وظنوا أنهم قادرون على تحريقه، ولكن لم يتمكنوا من ذلك؛ لأن إبراهيم عليه السلام متوكل على ربه سبحانه وتعالى !

فلما قذفوه في النار قال: ﴿حَسۡبُنَا ٱللَّهُ وَنِعۡمَ ٱلۡوَكِيلُ، فكان الله عز وجل كافيه من شرهم ومكرهم، فقال للنار: ﴿كُونِي بَرۡدٗا وَسَلَٰمًا عَلَىٰٓ إِبۡرَٰهِيمَ [الأنبياء: 69] فأصبحت روضة خضراء، لم يقل: ﴿بَرۡدٗا فقط؛ لئلا يضره البرد، بل قال: ﴿وَسَلَٰمًا، هذه نتيجة التوكل على الله سبحانه وتعالى.

فإبراهيم عليه السلام ليس معه شيء يقاوم به هذه الأمة الجبارة العاتية وهذا النمرود الملك الجبار، ليس لديه إلاَّ التوكل على الله سبحانه وتعالى، فقال: ﴿حَسۡبُنَا ٱللَّهُ وَنِعۡمَ ٱلۡوَكِيلُ.

أما ما ذَكَره بعض المفسرين من أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام لما أُلقِي في النار، جاءه جبريل عليه السلام فقال له: ألك حاجة؟ فقال إبراهيم: أَمَّا إليك فلا. فقال له: لِمَ لا تسأله؟! قال: حَسْبي من سؤالي علمه بحالي.

فهذا أثر ضعيف لم يثبت، بل هو كذب على خليل الرحمن؛ لأن معناه أن إبراهيم عليه السلام رَغِب عن دعاء ربه عز وجل.

وقد تمسك الصوفية بهذا الأثر رغم ضعفه؛ لأنه يؤيد معتقدهم الخبيث أن الدعاء لا ينفع، بل هذا القول - «حسبي من سؤالي علمه بحالي» - تقوم عليه دعائم مذهبهم.


الشرح