وهذه الآية التي ترجم بها المصنف هي بعض آية في سورة المائدة، في قصة موسى
عليه السلام مع بني إسرائيل.
لما خرج موسى عليه السلام ببني إسرائيل من مصر، أَمَرهم أن يدخلوا الأرض
المقدسة، وهي أرض فلسطين؛ ليُخلِّص المسجد الأقصى من سيطرة المشركين عليه، فقد كان
في فلسطين أناس من المشركين لهم قوة وبأس شديد، فتلكأ بنو إسرائيل في إجابة دعوة
موسى عليه السلام.
قال عز وجل: ﴿وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ
لِقَوۡمِهِۦ يَٰقَوۡمِ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ جَعَلَ فِيكُمۡ
أَنۢبِيَآءَ وَجَعَلَكُم مُّلُوكٗا وَءَاتَىٰكُم مَّا لَمۡ يُؤۡتِ أَحَدٗا مِّنَ ٱلۡعَٰلَمِينَ
٢٠يَٰقَوۡمِ ٱدۡخُلُواْ ٱلۡأَرۡضَ ٱلۡمُقَدَّسَةَ ٱلَّتِي كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمۡ وَلَا
تَرۡتَدُّواْ عَلَىٰٓ أَدۡبَارِكُمۡ فَتَنقَلِبُواْ خَٰسِرِينَ ٢١﴾ [المائدة: 20- 21]،
﴿ٱلۡمُقَدَّسَةَ﴾: يعني المطهرة؛
لأنها أرض الأنبياء، وفيها المسجد الأقصى الذي هو أحد المساجد الثلاثة، ﴿ٱلَّتِي كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمۡ﴾ [المائدة: 21]. لأن
ولاية المساجد - ولاسيما المساجد الثلاثة - يجب أن تكون للمؤمنين، فلا يجوز أن
يتولى عليها الكفار، فإذا تولى عليها الكفار يجب على المسلمين أن يجاهدوا في سبيل
الله حتى يخلصوها من قبضة الكفار، ولا يجوز للمسلمين أن يتركوا الكفار يسيطرون على
بيوت الله عز وجل، ولاسيما المسجد الحرام، أو مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، أو
المسجد الأقصى، أو غيرها من المساجد، ولكن هذه المساجد الثلاثة يجب تخليصها من
الكفار والمشركين لقوله عز وجل: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡمُشۡرِكُونَ نَجَسٞ فَلَا يَقۡرَبُواْ ٱلۡمَسۡجِدَ
ٱلۡحَرَامَ بَعۡدَ عَامِهِمۡ هَٰذَاۚ﴾ [التوبة: 28]، وقوله:
﴿وَمَا لَهُمۡ أَلَّا
يُعَذِّبَهُمُ ٱللَّهُ وَهُمۡ يَصُدُّونَ عَنِ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ وَمَا
كَانُوٓاْ أَوۡلِيَآءَهُۥٓۚ إِنۡ أَوۡلِيَآؤُهُۥٓ إِلَّا ٱلۡمُتَّقُونَ﴾ [الأنفال: 34].