×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

ثم لما استولى عليه الصليبيون من النصارى، خلَّصه صلاح الدين الأيوبي رحمه الله وأعاده للمسلمين.

ثم في وقتنا الحاضر استولى عليه اليهود، ولابد من تخليصه من قبضتهم وطردهم منه، كما جاءت بذلك الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم، يجب على المسلمين دائمًا أن يُخَلِّصوا بيت المقدس إذا كانوا يقدرون على ذلك.

قال: ﴿يَٰقَوۡمِ ٱدۡخُلُواْ ٱلۡأَرۡضَ ٱلۡمُقَدَّسَةَ ٱلَّتِي كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمۡ أي: بصفة الإيمان؛ لأنهم هم المؤمنون في وقتهم، وهم المسلمون في وقتهم، ﴿وَلَا تَرۡتَدُّواْ عَلَىٰٓ أَدۡبَارِكُمۡ فَتَنقَلِبُواْ خَٰسِرِينَ أَمَرهم بالمضي والعزم وعدم التردد. ولا يجوز للمسلمين إذا كان عندهم قوة أن يتراجعوا أو أن يتنازلوا عن بلادهم وعن مساجدهم.

﴿قَالُواْ يَٰمُوسَىٰٓ إِنَّ فِيهَا قَوۡمٗا جَبَّارِينَ يعني: ناسًا أقوياء وأهل بطش. يُقال: إنهم العماليق. فهذا من هلعهم وخوفهم وعدم توكلهم على الله عز وجل، خافوا الناس ولم يخافوا الله عز وجل.

انظروا إلى هذا العذر البارد الذي واجهوا به كليم الله موسى عليه السلام ! هذا يدل على خبث اليهود، وعدم حيائهم من الله عز وجل ومن أنبيائه.

قال: ﴿وَإِنَّا لَن نَّدۡخُلَهَا حَتَّىٰ يَخۡرُجُواْ مِنۡهَا يريدون من الجبارين أُولِي البطش أن يَخرجوا دون قتال، سبحان الله!!

هذا عذر أفظع من الأول، هذا من الضعف والخَوَر والهوان، أو من ضرب المستحيل، ﴿فَإِن يَخۡرُجُواْ مِنۡهَا فَإِنَّا دَٰخِلُونَ [المائدة: 22] كأنهم يقولون لموسى: أبدًا لن نقاتل، ولكن إن خرجوا دون قتال فسوف ندخل!!


الشرح