قوله:
وقوله: ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ
ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ﴾ الآية: قال ابن
عباس في الآية: المنافقون لا يَدخل في قلوبهم شيء من ذكر الله عند أداء فرائضه،
ولا يؤمنون بشيء من آيات الله، ولا يتوكلون على الله، ولا يُصَلُّون إذا غابوا،
ولا يؤدون زكاة أموالهم؛ فأخبر عز وجل أنهم ليسوا بمؤمنين، ثم وصف المؤمنين فقال: ﴿إِنَّمَا
ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ﴾، فأدَّوا فرائضه.
رواه ابن جرير وابن أبي حاتم.
وقال
السُّدي في قوله: ﴿ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ
ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ﴾ هو الرجل يريد أن يَظلم - أو قال: يَهُم بمعصية -
فيقال له: «اتقِ الله» فيَوْجَل قلبه. رواه ابن أبي شيبة وابن جرير ([1]).
قوله:
﴿وَإِذَا
تُلِيَتۡ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُهُۥ زَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا﴾ [الأنفال: 2]:
استدل الصحابة والتابعون ومَن تبعهم من أهل السُّنة - بهذه الآية ونظائرها على
زيادة الإيمان ونقصانه.
قوله: ﴿وَعَلَىٰ
رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ﴾ أي: يعتمدون عليه، ويُفوضون إليه أمورهم، فلا
يرجون سواه، ولا يقصدون إلاَّ إياه. وهو من أعظم الأسباب في حصول المطالب الدنيوية
والأخروية.
وفي
الآية وَصْف المؤمنين حقًّا بثلاثة مقامات من مقامات الإحسان، تستلزم حصول أعمال
الإيمان الواجبة والمستحبة.
**********
هذه الآية من سورة الأنفال، قال عز وجل في أولها: ﴿يَسَۡٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡأَنفَالِۖ﴾ أي: لمن تكون؟ ﴿قُلِ ٱلۡأَنفَالُ لِلَّهِ وَٱلرَّسُولِۖ﴾ الحكم فيها لله
([1]) أخرجه: الطبري في تفسيره (9/ 179)، وابن أبي حاتم في تفسيره (5/ 1655).