×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

قوله: وعن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئِل عن الكبائر، فقال: «الشِّرْكُ بِاللهِ، وَالْيَأْسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ، وَالأَْمْنُ مِنْ مَكْرِ اللهِ» ([1]): هذا الحديث رواه البزار وابن أبي حاتم، من طريق شَبيب بن بِشْر. قال ابن مَعين: ثقة. ولَيَّنه ابن أبي حاتم. وقال ابن كثير: في إسناده نظر، والأشبه أن يكون موقوفًا ([2]).

قوله: «الشِّرْكُ بِاللهِ» وهو أكبر الكبائر؛ ولهذا بدأ به.

قال ابن القيم رحمه الله: «الشرك هضم للربوبية، وتَنَقُّص للإلهية، وسوء ظن برب العالمين». انتهى ([3]).

قوله: «وَالْيَأْسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ» أي: قَطْع الرجاء والأمل من الله عز وجل فيما يخافه ويرجوه. وذلك إساءة ظن بالله، وجهل به وبسَعة رحمته وجوده ومغفرته.

قوله: «وَالأَْمْنُ مِنْ مَكْرِ اللهِ» أي: من استدراجه للعبد، وسلبه ما أعطاه من الإيمان - نعوذ بالله من ذلك - وذلك جهل بالله وبقدرته، وثقة بالنفس وعُجْب بها.

وهذه الثلاث من أكبر الكبائر، فهي كبيرة جدًّا، نسأل الله اجتنابها!!

وذَكَر هذه الثلاث لجمعها للشر كله، وبُعْدها عن الخير.

وقد وقع فيها الكثير قديمًا وحديثًا، نسأل الله العافية في الدنيا والآخرة.

**********


الشرح

([1])  أخرجه:الطبراني في ((الكبير))، رقم (13023)، والبيهقي في ((الشُعَب))، رقم (287).

([2])  انظر: تفسير ابن كثير (1/485).

([3])  انظر: إغاثة اللهفان (1/60).