×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

فهذا إبراهيم عليه السلام أبو الأنبياء يقول: ﴿وَمَن يَقۡنَطُ مِن رَّحۡمَةِ رَبِّهِۦٓ إِلَّا ٱلضَّآلُّونَ ومهما كانت الحال من الشدة ومن الضيق ومن الحرج، فإن المؤمن لا يقنط من رحمة الله؛ لأن الله قادر على كل شيء، لا يعجزه شيء، وهو أرحم الراحمين.

فدلت هذه الآية على أن الذي يقنط من رحمة ربه يكون من الضالين، والضلال ضد الهدى.

وفي هذه الآية والتي قبلها وجوب الجمع بين الخوف والرجاء، فيكون العبد خائفًا راجيًا، ولا يكون خائفًا فقط لأن هذا يقنطه من رحمة الله سبحانه وتعالى، ولا يكون راجيًا فقط لأن هذا يُؤَمِّنه من مكر الله. فإذا خاف الإنسان وقَنِط من رحمة الله لم يتب. وإذا أَمِن من مكر الله فإنه لا يترك المعاصي بل يَزيد منها.

فلابد من الخوف مع الرجاء، هذا أصل من أصول أهل السُّنة والجماعة، وهو أصل عظيم تضمنه هذا الباب الذي عَقَده رحمه الله.


الشرح