كما قال عز وجل: ﴿وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ
طَرَفَيِ ٱلنَّهَارِ وَزُلَفٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِۚ إِنَّ ٱلۡحَسَنَٰتِ يُذۡهِبۡنَ ٱلسَّئَِّاتِۚ
ذَٰلِكَ ذِكۡرَىٰ لِلذَّٰكِرِينَ﴾ [هود: 114]، وقال عز وجل: ﴿إِن
تَجۡتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنۡهَوۡنَ عَنۡهُ نُكَفِّرۡ عَنكُمۡ سَئَِّاتِكُمۡ
وَنُدۡخِلۡكُم مُّدۡخَلٗا كَرِيمٗا﴾ [النساء: 31]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ
إِلَى الْجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ
إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ» ([1]).
فالصغائر تُكفَّر بالأعمال الصالحة. هذا هو فرق ما بين الكبائر والصغائر.
والكبائر تتفاوت، بعضها أعظم من بعض؛ كما في حديث ابن مسعود رضي الله عنه،
أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئِل: أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟ قَالَ: «أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ
خَلَقَكَ»، فالشرك هو أكبر الكبائر.
قَالَ: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: «أَنْ
تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَأْكُلَ مَعَكَ»، فقَتْل النفس كبيرة من
كبائر الذنوب وتَوَعَّد الله عليه الوعيد الشديد. لكنَّ قَتْل القريب قريبه -
كأبيه أو ابنه أو أخيه - هذا من أكبر أنواع القتل، فالقتل مع أنه كبيرة يتفاوت.
قَالَ: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: «أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ» ([2])، الزنا حرام وكبيرة وفاحشة، قال عز وجل: ﴿وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلزِّنَىٰٓۖ إِنَّهُۥ كَانَ فَٰحِشَةٗ وَسَآءَ سَبِيلٗا﴾ [الإسراء: 32]، فهو كبيرة وفاحشة وساء سبيلاً، لكن بعضه أشد من بعض،
([1]) أخرجه: مسلم بنحوه (233).