×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

ثم قال عز وجل: ﴿وَلَوۡ أَنَّ أَهۡلَ ٱلۡقُرَىٰٓ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَوۡاْ لَفَتَحۡنَا عَلَيۡهِم بَرَكَٰتٖ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلَٰكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذۡنَٰهُم بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ [الأعراف: 96]، فالنعم إذا كانت مع المعاصي فهي استدراج. وإذا كانت مع الطاعات فإنها نعمة من الله عز وجل وعون على طاعته.

ثم قال عز وجل: ﴿أَفَأَمِنُواْ مَكۡرَ ٱللَّهِۚ، وهذا استنكار من الله عز وجل على مَن يغتر بالنعم وينسى العقوبة - أن يأخذهم على غِرة وهم آمنون مُنعَّمون، فينقلهم من النعمة إلى النِّقمة، ومن الصحة إلى الألم والمرض، ومن الوجود إلى العدم.

قال: ﴿فَلَا يَأۡمَنُ مَكۡرَ ٱللَّهِ أي: لا يأمن من عقوبة الله التي تنزل على خُفْية، ومن غير تأهب، ومن غير توقع لها، ﴿إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ الذين حقت عليهم الخَسارة، التي لا رِبح معها أبدًا، ولا نجاة منها أبدًا.

والشاهد في قوله سبحانه وتعالى: ﴿أَفَأَمِنُواْ مَكۡرَ ٱللَّهِۚ [الأعراف: 99]، فهو استفهام إنكار على من يقع منه مثل ذلك.

فالأمن من مكر الله يستلزم عدم الخوف من الله سبحانه وتعالى، كما يستلزم الاستمرار في المعاصي والزيادة منها، ويستلزم ترك التوبة والرجوع إلى الله عز وجل. وهذه حالة الأشقياء من الخلق.

والأمن من مكر الله ينافي التوحيد؛ لأنه يدل على عدم الخوف من الله عز وجل.


الشرح