والجاهلية: ما كان قبل البعثة. وكل أمور الجاهلية مذمومة. ولا يجوز أخذ شيء من
أمور الجاهلية، ولا التشبه بأهل الجاهلية. ومن ذلك الطعن في أنساب الناس.
أما معرفة الأنساب من غير طعن، فلا بأس أن يعرف الإنسان الأنساب، فيَعرف أن
فلانًا من قبيلة فلان؛ لأجل المعرفة فقط، وليس لأجل تنقص الناس بأنسابهم.
قوله: «وَالنِّيَاحَةُ عَلَى
الْمَيِّتِ» هذا محل الشاهد من الحديث؛ لأن النياحة تدل على عدم الصبر، وهي
رفع الصوت بالبكاء على الميت وإظهار الجزع على موته.
والذي ينبغي على المسلم أن يصبر عند المصيبة ويحبس نفسه عن الجزع؛ لأجل أن
يُكتب له الأجر على مصيبته. أما إذا جَزِع وتَسَخَّط فإنه يأثم بذلك.
والنياحة على الميت من الكبائر؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم عدَّها من
أمور الجاهلية. وأيضًا: جاء الوعيد على النياحة؛ كما سيأتي في الحديث الذي بعد
هذا: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ
الخُدُودَ، وَشَقَّ الجُيُوبَ، وَدَعَا بِدَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ» ([1]).
فالنياحة كبيرة من كبائر الذنوب، تدل على عدم الصبر وعلى نقصان الإيمان.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1294)، ومسلم رقم (103).