قوله:
ولهما عن ابن مسعود مرفوعًا: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الخُدُودَ، وَشَقَّ
الجُيُوبَ، وَدَعَا بِدَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ»
قوله:
«مَنْ ضَرَبَ الخُدُودَ»: قال الحافظ: «خَصَّ الخَد لكونه الغالب، وإلا فضَرْب
بقية الوجه مثله» ([1]).
قوله:
«وَدَعَا بِدَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ»: قال شيخ الإسلام: «هو ندب الميت» ([2]).
وقال
ابن القيم: «الدعاء بدعوى الجاهلية كالدعاء إلى القبائل والعصبية، ومثله التعصب
إلى المذاهب والطوائف والمشايخ، وتفضيل بعض على بعض، يدعو إلى ذلك، ويوالي عليه
ويعادي عليه. فكل هذا من دعوى الجاهلية» ([3]).
وقد
يُعفَى عن الشيء اليسير من ذلك إذا كان صدقًا، كما يُعفَى عن البكاء إذا كان على
غير وجه النَّوح والتسخط. نص عليه أحمد.
**********
قوله: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الخُدُودَ، وَشَقَّ الجُيُوبَ» هذا أيضًا من أنواع النياحة، ولا يَزال يوجد هذا عند بعض المسلمين الذين يغلب عليهم الجهل، توجد هذه الأمور، وأكثر مَن يفعل ذلك النساء، فتجد المرأة تجزع عند المصيبة وتضرب خدها أو وجهها وتشق جيبها، مما يدل على عدم الصبر ونقص الإيمان.
([1]) انظر: فتح الباري (3/164).