×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

قوله: «بِدَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ» كل العصبيات كلها من دعوى الجاهلية! فمَن تَعَصَّب لقبيلة، أو تَعَصَّب لمذهب من المذاهب، أو تَعَصَّب لشيخ من المشايخ لا يَقبل إلاَّ منه ويأخذ قوله مطلقًا سواء أكان خطأ أم صوابًا - فهذا من دعوى الجاهلية.

والذي ينبغي على المسلم هو أن يتبع الحق، سواء أكان عند قبيلته أم عند غيرها، وسواء أكان في مذهبه الذي ينتسب إليه وعند شيخه الذي تتلمذ عليه، أم في المذهب الآخَر عند شيخ آخَر، والحق ضالة المؤمن، أينما وجده أخذه.

أما الذي يقول: لا أقبل إلاَّ ما عليه قبيلتي!! فقد وافق قول الشاعر في حَمِية الجاهلية:

وهل أنا إلاَّ مِن غَزِيَّةَ إن غَوَت **** غَوَيْتُ وإن تَرْشُد غَزِيَّةُ أَرْشُدِ

فهو مع قبيلته «غَزِيَّة» سواء أصابت أم أخطأت. وهذا من أمور الجاهلية.

ومثله الذي يتعصب لمذهبه، فيقول: أنا لا أقبل إلاَّ ما عليه مذهب الحنابلة ولو أخطئوا، أو مذهب الحنفية، أو المالكية، أو الشافعية!! ويتحجر على أقوال شيخه ولو خالف الدليل.

وهذا من العصبية الجاهلية، فلا يجوز للحنبلي إذا ظهر له الدليل مع الحنفي أو مع الشافعي أو مع المالكي - أن لا يأخذ به.

كذلك أصحاب المذاهب، لا يجوز أن يتمسكوا بالقول الذي في المذهب إذا كان مرجوحًا بالدليل؛ لأن المقصود اتباع الدليل ومعرفة القول الراجح، وليس اتباع المذهب.


الشرح