×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

وإذا جاء مُعرَّفًا بالألف واللام فإنه يراد به الكفر الأكبر المُخْرِج من الملة، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: «بَيْنَ الْعَبْدِ، وَبَيْنَ الْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاَةِ» أي: مَن تَرَك الصلاة عامدًا بغير عذر، فإنه يَكفر الكفر المُخْرِج من الملة.

قوله: «الطَّعْنُ فِي النَّسَبِ»، كالذي يَطعن في أنساب الناس وينتقصهم ويقول: «فلان نسبه وضيع»، أو «فلان ليس ابنًا لفلان»، فينكر نسبه ويطعن فيه. أو يقول: «فلان قبيلي، وفلان خضيري ليس فيه خير»!!

فهذا من أمور الجاهلية، وهو من خصال الكفر؛ لأنه لا يجوز للإنسان أن ينتقص الناس في أنسابهم؛ لقوله عز وجل: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقۡنَٰكُم مِّن ذَكَرٖ وَأُنثَىٰ وَجَعَلۡنَٰكُمۡ شُعُوبٗا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْۚ إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ [الحجرات: 13]، فالكرم عند الله ليس بالنسب، وإنما هو بالتقوى، فالتقي كريم عند الله، ولو كان مجهول النسب!

وما ضر سلمانَ الفارسي ولا بلالاً الحبشي ولا عمار بن ياسر رضي الله عنهم - كونهم ليس لهم نسب عربي أو نسب قبلي! ولا ضر أبا بكرة الثقفي كونه ليس له نسب قبلي! بل كانوا من خيار أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

ولا نفع أبا جهل كونه قرشيًّا، ولا نفع أبا لهب كونه هاشميًّا.

فلا يَطعن في أنساب الناس إلاَّ إنسان ناقص الإيمان، وفيه خَصلة من خصال الجاهلية.


الشرح