×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

فمَن ابتُلي فرُزق الصبر، كان الصبر عليه نعمة في دينه، وحصل له مع ما كُفِّر من خطاياه رحمة، وحصل له بثنائه على ربه صلاة ربه عليه، قال عز وجل: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ عَلَيۡهِمۡ صَلَوَٰتٞ مِّن رَّبِّهِمۡ وَرَحۡمَةٞۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُهۡتَدُونَ [البقرة: 157]، وحصل له غفران السيئات ورفع الدرجات، فمَن قام بالصبر الواجب حصل له ذلك». انتهى ملخصًا.

**********

 قوله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الخَيْرَ عَجَّلَ لَهُ العُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا» هذا الحديث معناه واضح: أن مِن علامة إرادة الله بعبده الخير أن يُعجِّل له العقوبة على ذنوبه في الدنيا. فتكون المصائب من هذا الوجه خيرًا للمؤمن؛ لأنه يصبر عليها فيثاب على الصبر، ولأن الله عز وجل يُكفِّر بها خطاياه، فيَسْلَم من عقوبتها في الآخرة.

والله حكيم عليم بما يجريه على عباده المؤمنين، لا بغضًا لهم؛ وإنما لمحبته لهم وإرادته الخير بهم، وليمحصهم ويُخَلِّصهم من ذنوبهم، وليعلموا أن هذه المصيبة أو هذا المكروه ما أصابهم إلاَّ بذنب، فيتوبوا إليه من كل ذنب.

فكل هذه أمور محبوبة عند الله سبحانه وتعالى، وإن كانت مكروهة عند الناس.

قوله صلى الله عليه وسلم: «وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الشَّرَّ أَمْسَكَ عَنْهُ بِذَنْبِهِ...»، فهو يفعل الذنوب والمعاصي، ويبارز بالكفر والإلحاد، والله ينعم عليه ويغدق عليه العطاء في الدنيا؛ من أجل أن تبقى عليه ذنوبه، ومن أجل أن يزداد من المعاصي.

هذا من الإمهال والاستدراج، فيأتي يوم القيامة وعليه الذنوب والخطايا، فيُعَذَّب بها في نار جهنم، والعياذ بالله.

بعض الناس يقول: المسلمون الآن فيهم ضعف، وفيهم وفيهم، ومتأخرون عن ركب الحضارة، بينما الدول الكافرة متقدمة في الحضارة والصناعة!!


الشرح