×
شرح كتاب الفتن والحوداث

«فَلْيَصْبِرْ»: يَصْبِرُ عَلَيهِ، وَلَو كَانَ عَليهِ بَعضُ الضَّررِ، فَإنَّ هُنَاكَ ضَرَرًا أَعظَمُ فِي شَقِّ العَصَا.

أمَّا إذَا لَم يَصْبِرْ عَليْهِ، فهَذَا مَعنَاهُ أنَّه شَقَّ الجمَاعَةَ، خَرَجَ عَلَيهِم، وَلَم يَلزَمْ جمَاعةَ المُسلِمِين وَإِمَامَهم، فإذَا مَاتَ عَلَى هَذَا، وَلَم يَعتَقِدْ إِمَامةَ المُسلِمِ، المَوجُودِ فِي وَقتِهِ، فَمَاتَ عَلَى ذَلِكَ، مَاتَ عَلَى أَمرٍ مِن أمُورِ الجَاهِلِيَّةِ، مِيتَتُه جَاهِلِيّةٌ؛ لأنَّ أهْلَ الجَاهِليَّةِ هُم الَّذِينَ لَيْسَ لَهُم إمَامٌ.

أَنتُم تَعرِفُونَ العرَبَ قَبلَ البِعثَةِ لَيْسَ لَهُم إِمَامٌ، ولاَ يَخضَعُ بَعْضُهُم لِبَعضٍ، ويَتَغايَرُون، وَيَضرِبُ بَعضُهُم بَعْضًا، ويَتَقَاتَلُون، فَهذَا يَكُونُ مِثلَهُم، يَمُوتُ عَلَى مَا هُم علَيهِ فِي الجَاهِلِيّةِ.

هذَا تَهدِيدٌ ووَعِيدٌ شَدِيدٌ؛ أنَّ الإِنْسَانَ يَخرُجُ مِن الإِسْلاَمِ إلَى الجَاهِلِيّةِ، وَلاَ حَوْلَ ولاَ قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، وَلَيسَ مَعنَى ذَلِك أنَّه يَكفُرُ، لكنَّ مَعنَاهُ أنَّه يَكونُ عنْدَه خَصْلَةٌ مِن خِصَالِ الجَاهِلِيّةِ، وهِيَ عَدَمُ الاعْتِرَافِ بِإِمَامِ المُسلِمِين، هِلْ أنْتَ تَرْضَى أنَّكَ تَمُوتُ عَلَى شُعبَةٍ جَاهِلِيّةٍ؟! أتَرْضَى لِنَفْسِكَ هَذَا؟!

****


الشرح