×
شرح كتاب الفتن والحوداث

وَلِلتِّرْمِذِيِّ: عَن ابْنِ أخِي عَبدِ اللهِ بْنِ سَلاَمٍ، قَالَ: لَمَّا أُرِيدَ عُثْمَانُ جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلاَمٍ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: مَا جَاءَ بِكَ؟ قَالَ: جِئْتُ فِي نُصْرَتِكَ، قَالَ: اخْرُجْ إِلَى النَّاسِ فَاطْرُدْهُمْ عَنِّي فَإِنَّكَ خَارِجٌ خَيْرٌ لِي مِنْكَ دَاخِلٌ، فَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ، إِلَى النَّاسِ فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ كَانَ اسْمِي فِي الجَاهِلِيَّةِ فُلاَنٌ فَسَمَّانِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَبْدَ اللَّهِ، وَنَزَلَتْ فِيَّ: ﴿وَشَهِدَ شَاهِدٞ مِّنۢ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ عَلَىٰ مِثۡلِهِۦ فَ‍َٔامَنَ وَٱسۡتَكۡبَرۡتُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ [الأحقاف: 10] وَنَزَلَت فِيّ: ﴿قُلۡ كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدَۢا بَيۡنِي وَبَيۡنَكُمۡ وَمَنۡ عِندَهُۥ عِلۡمُ ٱلۡكِتَٰبِ [الرّعد: 43]، إِنَّ لِلَّهِ سَيْفًا مَغْمُودًا عَنْكُمْ وَإِنَّ المَلاَئِكَةَ قَدْ جَاوَرَتْكُمْ فِي بَلَدِكُمْ هَذَا الَّذِي نَزَلَ فِيهِ نَبِيُّكُمْ، فَاللَّهَ اللَّهَ فِي هَذَا الرَّجُلِ أَنْ تَقْتُلُوهُ، فَوَاللَّهِ إِنْ قَتَلْتُمُوهُ لَتَطْرُدُنَّ جِيرَانَكُمُ المَلاَئِكَةَ، وَلَتَسُلُّنَّ سَيْفَ اللَّهِ المَغْمُودَ عَنْكُمْ فَلاَ يُغْمَدُ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ»، قَالَ: فَقَالُوا: اقْتُلُوا اليَهُودِيَّ وَاقْتُلُوا عُثْمَانَ. قال التِّرْمِذِيُّ: حَديث غَرِيبٌ ([1]).

****

 مِن أعظَمِ الفِتنِ وَأوَّلِ الفِتنِ الّتِي حَدَثَتْ فِي الإِسْلاَمِ مَقتَلُ عُثْمَان رضي الله عنه.

عُثمَانُ بنُ عُفَّانٍ رضي الله عنه الخَليفَةُ الرَّاشِدُ، مِن السَّابِقِينَ الأوَّلِينَ إلَى الإِسلاَمِ، هَاجَرَ الهِجرَتَيْن - إلَى الحَبَشَةِ وَإِلَى المَدِينَةِ -، وَلاَزَمَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَجَاهَدَ مَعَه، وَشَهِد لَه رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالجَنَّة؛ فَهُو مِن العَشرَةِ المَشهُودِ لَهُم بِالجَنّةِ، وهُو ثَالِثُ الخُلفَاءِ الرَّاشِدِين رضي الله عنهم،


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (3256).