×
شرح كتاب الفتن والحوداث

 قَائمٌ بكِتَابِ اللهِ عز وجل، يتْلُوهُ، ويَتَهجَّدُ بِه مُعظَمَ اللَّيلِ، أوْ كلَّ اللَّيلِ، هُو الّذِي وحَّد كتَابةَ المُصحَفِ بِالرَّسمِ العُثمَانِيِّ؛ حتَّى لاَ يَختَلِفَ النَّاسُ فِي القُرآنِ، فَصَارَ مُصحَفُه هُو المُعتَمَدُ عنْدَ المُسلِمِين، تَوَحَّدَتْ القِرَاءةُ عَلَى الرَّسمِ العُثْمَانِيِّ فِي هَذَا المُصحَفِ، وهَذَا مِن أَعظَمِ فَضَائِلِه رضي الله عنه.

زوَّجَه النّبيُّ صلى الله عليه وسلم مِن ابْنَتَيْهِ: رُقَيَّةَ وَتُوُفِّيَتْ عِنْدَه، وأمِّ كلْثُوم تُوُفِّيَتْ عِنْدَه أيضًا، وَقَالَ النّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «زَوِّجُوا عُثْمَانَ لَو كَانَ لِي ثَالِثَةً لَزَوَّجْتُهُ، وَمَا زَوَّجْتُهُ إِلاَّ بِالْوَحْيِ مِنَ اللهِ عز وجل » ([1]).

توَلَّى الخلاَفَةَ بَعْدَ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رضي الله عنه بِإِجمَاعِ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم، لمَّا عَهِدَ عُمَرُ رضي الله عنه، إِلَى السّتَّةِ أَصحَابِ الشُّورَى، اخْتَارُوه مِن بَينِهِم؛ لأَنَّه أَفضَلُ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم، بَعدَ عُمَرَ رضي الله عنه؛ فَهُو ثَالِثُ الخُلَفَاءِ فِي الخِلاَفةِ، وثَالِثُهم فِي الفَضلِ، فَاخْتَارُوه رضي الله عنهم.

سَارَ بِالمُسلِمِين سِيرَةً حَسَنةً، ولكنَّ اليَهُودَ دَسُّوا دَسِيسَةً فِي عَهدِه؛ بِبَثِّ الفِتنَةِ بَيْنَ المُسلِمِين وإِلغَاءِ الخِلاَفَةِ، فَدَسُّوا مَاكِرًا خَبِيثًا مِنهُم، يَهُودِيٌّ يُقَالُ لَه: عَبدُ اللهِ بنُ سَبَأ، أظْهَرَ الإِسْلاَمَ، يُسمَّى ابنَ السَّودَاءِ؛ لأنَّ أمَّه حَبَشِيَّةٌ، وهُو مِن يَهُودِ اليَمنِ، أظْهَرَ الإِسلاَمَ مِن أَجلِ الخَدِيعَةِ - وَالعِيَاذُ بِاللهِ -، وَجَاءَ إلَى المَدِينَةِ عَلَى أنَّه مُسلِمٌ، وَهُو لَه مَقصِدٌ خَبِيثٌ، فجَعَلَ يَسُبُّ عُثْمَانَ رضي الله عنه فِي المَجَالسِ، يَذكُرُ مَثَالِبَه، ويَزعُمُ لَه النَّقَائصَ، ويُحرِّضُ عَلَى الخُرُوجِ عَليهِ، حتَّى استَجَابَ لَه أَوبَاشٌ


الشرح

([1])  أخرجه: الطبراني في الكبير رقم (490).