قَولُه رضي الله عنه:
«هَذَا الّذِي نَزَلَ فِيهِ نَبِيُّكُم»،
وَهَذا البَلَدُ نَزَلَ فِيهِ نَبِيُّكُم، فَفِيهِ فَضْلُ هَذَا البَلَدِ؛ بِسَببِ
نُزُولِ النّبيِّ صلى الله عليه وسلم َ فِيهِ، وَسُكْنَاهُ فِيهِ، فَأنْتُم فِي
خَيرِ بَلدٍ وَفِي خَيرِ جِوَارٍ، وَمَع خَيرِ صُحبَةٍ مِن المُسلِمِين، فَكَيْفَ
تَتَنَكَّرُون، تَزعُمُون أنَّكُم عَلَى حَقٍّ، وأَنَّ هَذَا هُو الدِّينُ؟!
قَولُه
رضي الله عنه: «فَاللهَ
اللهَ فِي هَذَا الرَّجُلِ أنْ تَقتُلُوهُ»؛ يَعنِي: عُثْمَان رضي الله
عنه.
قَولُه
رضي الله عنه: «أَنْ
تَقْتُلُوهُ»؛ يَعنِي: لاَ تَقتُلُوهُ، فِي تَقدِيرِ حَرفِ لاَ: أنْ لاَ
تَقتُلُوه.
قَولُه
رضي الله عنه: «فَوَ
االلهِ إِنْ قَتَلْتُمُوهُ لَتَطْرُدُنَّ جِيْرَانَكْم الْمَلاَئَكةَ،
وَلَتسلُّنَّ سَيْفَ اللهِ الْمَغْمُودِ عَنْكُمْ»، إذَا قَتَلتُمُوه،
سَتَرْحَلُ المَلائِكَةُ، وَتَأتِي الشَّياطِينُ تُصَاحِبُكُم، وأَعظَمُ مِن
ذَلِكَ: أنَّه يَنفَتِحُ بَابُ الفِتنَةِ بَيْنَ المُسلِمِين.
فهَذَا
فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أنَّه يَجِبُ طَاعَةُ وَلِيِّ الأَمْرِ وَالصَّبْرُ مَعَه،
وَعَدَمُ التِمَاسِ عُيُوبِه، وعَدَمُ الخُرُوجِ عَلَيهِ؛ لأَِجْلِ بَقَاءِ
الإِسْلاَمِ، وبَقاءُ جَمَاعَةِ المُسلِمِينَ، وَسَدُّ بَابِ الفِتنَةِ.
قَولُه
رضي الله عنه: «فَلاَ
يُغْمَدُ إِلَى يَوْمِ الْقَيَامَةِ»، فَإِذَا انفَتَحَ بَابُ الفِتنَةِ،
صَعُبَ سَدُّه، فقد كَانَ مُغلَقًا فِي عَهْدِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم
وعهْدِ أبِي بَكرٍ رضي الله عنه وعَهْدِ عُمَرَ رضي الله عنه، فِي عَهدِ عُمَرَ
كَانَ بَابُ الفِتنَةِ مُغْلَقًا - كَمَا يَأتِي -، فَإِذَا فُتِحَ فَإِنَّه لاَ
يُسَدُّ.
قَولُه:
«فَقَالُوا: اقْتُلُوا اليَهُودِيَّ
واقْتُلُوا عُثْمَانَ»، لَم يَنْفَعْ فِيهِم الوَعْظُ وَالتَّذْكِيرُ
وإِقَامَةُ الحُجَجِ عَلَيهِم.
****