×
شرح كتاب الفتن والحوداث

 لَكنَّه لاَ يَدُومُ، يُحَاوِلُون، كلَّ يَومٍ يحَاوِلُون أنْ يَفتَحُوا هَذَا السّدَّ؛ ليَخْرُجُوا عَلَى النَّاسِ، وخُرُوجُهم عَلَى النَّاسِ مِن عَلاَماتِ السَّاعةِ الكُبْرَى عنْدَ قِيَامِ السَّاعةِ.

بَدَأتْ مُحَاولاَتُهُم فِي عَهدِ النّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وقَد نَقَبُوا فِيهِ: «فُتِحَ اليَوْمَ مِن رَدْمِ يَأجُوج وَمَأْجُوج مِثْلَ هَذِه، وَحَلَّق بِإصْبَعِه الإِبْهَامِ وَالّتي تَلِيهَا» ([1])، شَيءٌ يَسِير، لكِنَّه شَرُّ مُحَاولَةٍ.

ولِهَذَا إِذَا جَاءَ آخِرُ الزَّمَانِ، وَجَاءَ المَوعِدُ، جَعَلَه دَكًّا.

﴿قَالَ هَٰذَا رَحۡمَةٞ مِّن رَّبِّيۖ [الكهف: 98] لِلنّاسِ، يَحُولُ، بَينَهُم وَبَيْن هَذا الشَّعبِ المُفْسِد، لكِنَّ كلَّ شَيءٍ لَهُ أَجلٌ، سَيَأتِي عَلَيهِ وَقتٌ يَكونُ دَكًّا؛ يَدُكُّونَه، ويَخْرُجُون عَلَى النَّاسِ.

﴿وَكَانَ وَعۡدُ رَبِّي حَقّٗا [الكهف: 98]، لاَ بُدَّ أن يَقعَ هَذَا، هَذَا مِن تَحْذِيرِه صلى الله عليه وسلم مِن هَذِه الفِتنَةِ، وأَنَّ النَّاسَ يَحذَرُون مِنْهَا، وَيَدعُونَ رَبَّهم يَطلُبُونَ السَّلامَةَ منْهَا.

﴿قَالَ هَٰذَا رَحۡمَةٞ مِّن رَّبِّيۖ فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ رَبِّي جَعَلَهُۥ دَكَّآءَۖ وَكَانَ وَعۡدُ رَبِّي حَقّٗا ٩٨وَتَرَكۡنَا بَعۡضَهُمۡ يَوۡمَئِذٖ يَمُوجُ فِي بَعۡضٖۖ وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَجَمَعۡنَٰهُمۡ جَمۡعٗا ٩٩ [الكهف: 98 - 99]؛ يَعنِي: النَّاس مَعَ يَأجُوجَ ومَأْجُوج.

﴿وَتَرَكۡنَا بَعۡضَهُمۡ يَوۡمَئِذٖ يَمُوجُ فِي بَعۡضٖۖ [الكهف: 99] - وَالعِيَاذُ بِاللهِ -، وهَذَا حِينَ خُرُوجِ يَأجُوجَ وَمَأجُوجَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ، وَعِيسَى عليه السلام مَعَ النَّاسِ، فَيَعِيثُون فِي الأَرضِ فَسَادًا، وَيَتحصَّنُ المُسلِمُون مَعَ عِيسَى عليه السلام


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3346).