حُدُودَ الشَّرعِ هَذِه مِن مَصْلَحَتِه،
لَيْسَت حِجْرًا عَلَيهِ، وإنَّمَا هِيَ لِمَصْلَحَتِه، وَمُحَافظَةً عَلَى
مَصَالِحِه.
فَالحُرّيّةُ
البَهِيمِيّةُ هَذِه عِندَ الكُفَّارِ، أَمَّا الحُرّيَّةُ الشَّرْعِيّةُ، فَهَذِه
عِنْدَ المُسلِمِين هِيَ الحُرّيّة الصَّحِيحَةُ.
المَرأَةُ
تُعْطَى حُرِّيّتَهَا، بِمَعْنَى: أنَّها لاَ تُسْأَلُ عَن
عِرْضِهَا، لاَ تُسْأَلُ عَن تَصَرُّفَاتِهَا، وَعَن تَبَذُّلِها، هَذِه
حُرّيَّتُها عِنْدَهم، أمَّا الإِسلاَمُ، فَلاَ؛ المَرأَةُ حُرَّةٌ مِن الشّرِّ،
حُرَّةٌ مِمَّا كَانَتْ عَلَيهِ فِي الجَاهِلِيّةِ؛ مِن الابْتِذَالِ، وَمِن
الإِهَانَةِ، وَمِنْ... وَمِن، المَرْأَةُ عِنْدَنَا حُرَّةٌ - وَللهِ الحَمْدُ -،
لَكِنَّها حُرّيَّةٌ شَرْعِيّةٌ لِصَالِحِها، فَيَجِبُ أنْ نَعرِفَ هَذِه
الأمُورَ، فَلاَ تَنْطَلِ عَلَينَا دَغْدَغَاتُ الكفَّارِ وَشَقْشَقَاتُ
عُمَلاَئِهِم.
الدِّينُ
الإِسْلاَمِيُّ فِيهِ كلُّ خَيرٍ، كُلُّ خَيرٍ لِلبَشَرِيّةِ فَهُو فِي الدِّينِ
الإِسْلاَمِيّ، وَكُلُّ شَرٍّ فهُوَ فِي خِلاَفِ الدِّينِ الإِسْلاَميِّ، لاَ
يَصِيرُ عِندَنَا شَكٌّ فِي هَذَا أَبَدًا.
قَولُه
صلى الله عليه وسلم: «فَضَرَبَ ظَهْرَكَ، وَأَخَذَ مَالَكَ، فَأَطِعْهُ، وَإِلاَّ فَمُتْ،
وَأَنْتَ عَاضٌّ بَجَذَلِ شَجَرَةٍ»؛ مِثلَمَا سَبَقَ، إذَا لَم تَجِدْ خَلِيفَةً
للهِ فِي الأَرضِ، فَاعْتَزِلْ، وَلَو أنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ، وَلَو
أَصَابَكَ فَقْرٌ وَفَاقَةٌ -حَاجَةٌ-، اصْبِرْ؛ لأَِنَّ دِينَكَ أَلْزَمُ
عَلَيْكَ مِن أمُورِ الدُّنيَا.
***
الصفحة 73 / 310