×
شرح كتاب الفتن والحوداث

وَلَه عَنْهُ رضي الله عنه قَالَ: حدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ يُحَدِّثُ مَجْلِسًا أَنَا فِيهِ عَنِ الْفِتَنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَعُدُّ الْفِتَنَ: «مِنْهُنَّ ثَلاَثٌ لاَ يَكَدْنَ يَذَرْنَ شَيْئًا، وَمِنْهُنَّ فِتَنٌ كَرِيَاحِ الصَّيْفِ مِنْهَا صِغَارٌ وَمِنْهَا كِبَارٌ» ([1]).

****

 هَذَا الْحَدِيثُ أَيضًا فِيْهِ ذِكرُ الْفِتَن، وَأنَّها تَخْتَلِفُ؛ مِنْهَا مَا هُوَ شَدِيدٌ، وَمِنهَا مَا هُوَ خَفِيفٌ.

وَالْقَصْدُ أنَّ النَّاسَ يَأْخُذُونَ حِذْرَهُمْ مِنْ هَذِهِ الْفِتَنِ؛ يَعْرِفُونَ وقْتَ نُزُولِهَا، وَيَعْرِفُونَ أَنَّهَا سَتَأْتِي؛ فيَسْتَعِدُّون لَهَا، وَيثْبتُونَ عَلَى دِينِهِمْ، ولا تَضُرُّهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ؛ مَنْ تَمَسَّكَ عَلَى دِينِهِ، وَثَبَتَ عَلَى دِينِهِ، لاَ تَضُرُّهُ الْفِتَنُ، لَكِنْ يَحْتَاجُ إِلَى أن يَعْرِفَ دِينَهُ أوَّلاً؛ حَتَّى لاَ يَنجَرِفَ مَعَ الْفِتَنِ إِذَا جَاءَتْ؛ لأَنَّهُ عَرِفَ أَنَّهَا سَتَحْدُثُ، فَيَأْخُذُ حِذْرَهُ مِنْهَا.

****


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2891).