وَقَمَعَ الْفِتْنَةَ فِي وَقْتِهِ، واجتمع
الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِ بَعْدَ الْفِتْنَةِ وَالْفُرْقَةِ، وَفِيهِمْ عُمَر بنُ
عَبْد الْعَزِيزِ رحمه الله الْخَلِيفَةُ الرَّاشِدُ، فِيهِمْ عَبْدُ الْمَلِكِ
بنُ مَرْوَان فِيْهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ.
وجاء
بَعْدَهُمْ مَنْ دُوْنِ ذَلِكَ؛ فَلاَ يُذَمُّونَ عَلَى الإِْطْلاَقِ، ولا
يُمْدَحُونَ عَلَى الإِْطْلاَقِ، بَلْ يُقَال: فِيهِمْ وَفِيهِمْ؛ لأَنَّ بَعْضَ
النَّاسِ - خُصُوصًا الشِّيعَة - يَسُبُّونَ الأُْمَوِيِّينَ.
الأُمَويُّون
فِيهِمْ خَيْرٌ كَثِير؛ فَتَحُوا الْفُتُوحَ، فَتَحُوا الأَْمْصَارَ، وَنَشَرُوا
الإِسْلاَمَ فِي مَشَارِقِ الأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا بَعْدَ الْخُلَفَاءِ
الرَّاشِدِينَ؛ فَلَهُمْ فَضْلٌ، لَيْسَ هُنَاكَ شَكٌّ، لَكِنْ يَكُون فِيهِمْ -
أيضًا - مَنْ هُوَ دُوْنَ ذَلِكَ.
فَيَجِبُ
أن نَعْرِفَ هَذَا عَنْ بَنِي أُمَيَّةَ، لاَ نَذُمُّهُمْ عَلَى الإِْطْلاَقِ، ولا
نَمْدَحُهُم عَلَى الإِْطْلاَقِ، بَلْ نَقُولُ: فِيهِمْ وَفِيهِمْ؛ كَغَيرِهِم.
***
الصفحة 6 / 310