ولَهُ عَنْهُ رضي
الله عنه أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ الصَّادِقَ الْمَصْدُوقَ يَقُولُ: «هَلَكَةُ
أُمَّتِي عَلَى يَدَيْ غِلْمَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ»، فَقَالَ مَرْوَانُ: لَعْنَةُ
اللَّهِ عَلَيْهِمْ غِلْمَةً. فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: لَوْ شِئْتُ أَنْ
أَقُولَ: بَنِي فُلاَنٍ، وَبَنِي فُلاَنٍ، لَفَعَلْتُ. فَكُنْتُ أَخْرُجُ مَعَ
جَدِّي إِلَى بَنِي مَرْوَانَ حِينَ مُلِّكُوا بِالشَّامِ، فَإِذَا رَآهُمْ
غِلْمَانًا أَحْدَاثًا قَالَ لَنَا: عَسَى هَؤُلاَءِ أَنْ يَكُونُوا مِنْهُمْ؟
قُلْنَا: أَنْتَ أَعْلَمُ، وَجَدّهُ الرَّاوِي عَن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ([1]).
****
وَيُخْبِرَ
أَنَّهُ حِفْظَ عَن الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم وِعَاءَيْن مِن الأَْحَادِيثِ؛
وِعَاءَيْن مَمْلُوئَيْن بِالأَْحَادِيثِ: وَاحِدٌ نَشَرَه فِي النَّاسَ، ذَكَرَهُ
لِلنَّاسِ، وواحِدٌ لَمْ يَذْكُرْهُ؛ لأَنَّهُ عَلَيْهِ خَطَرٌ لَوْ ذَكَرَهُ،
وَهْوَ أَحَادِيثُ الْفِتَنِ، وذِكْرُ الْوُلاَةِ المُنْحَرِفِين، فَهَذَا لَمْ
يَذْكُرْهُ، فَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ يَجُوزُ كِتْمَانُ الْعِلْم لِلْمَصْلَحَةِ،
أَوْ لِدَفْعِ الضَّرَرِ الأَْكْبَرِ.
****
حَذَّرَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِمَّا يَحْدُثُ عَلَى يَدَيْ أُغَيلِمَةٍ -
تَصْغِيرُ غِلْمَان، مِنْ بَابِ التَّحْقِيرِ، تَصْغِيرُ تَحْقِيرٍ - مِنْ
قُرَيْشٍ، وَلَعَلَّهُ يَقْصِدُ أَنَّهُمْ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ.
وبنو
أُمَيَّة فِيهِمُ الْخَيْرُ الْكَثِيرُ، وَفِيهِمْ شَرٌّ، لَيْسَ كلُّهم
أَشْرَارًا، فِيهِمْ خَيْرٌ كَثِيرٌ، وَفِيهِمْ نَاسٌ صِغَارُ السِّنِّ،
وَسُفَهَاءُ الأَْحْلاَمِ، حَصَلَ مِنْهُمْ مَا يَحْصُلُ.
بَنُو أُمَيَّةَ مِنْهُمْ رِجَالٌ؛ مِنْهُمْ عُثْمَانُ بنُ عَفَّانَ رضي الله عنه الْخَلِيفَةُ الثَّالِثُ، مِنْهُمْ مُعَاوِيَةُ بنُ أَبِي سُفْيَانَ الصَّحَابِيُّ الْجَلِيلُ رضي الله عنه، الَّذِي سَادَ الأُْمَّةَ،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (7058).