×
شرح كتاب الفتن والحوداث

عَن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: «حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وِعَاءَيْنِ: فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَبَثَثْتُهُ، وَأَمَّا الآخَرُ فَلَوْ بَثَثْتُهُ قُطِعَ هَذَا البُلْعُومُ». رَوَاهُ البُخَارِيُّ([1]).

****

وآلُ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْحَقِيقَةِ هُمْ أَتْبَاعُه، ولو لَمْ يَكُونُوا مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَأَمَّا مَنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ أَتْبَاعِهِ، فَلَيْسَ بِقُدْوَةٍ، فَهَذَا يَجِبُ التَّفَطُّنُ لَهُ وَمَعْرِفَتُهُ؛ إِذْ لَيْسَتْ الْعِبْرَةُ بِأَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ، الْعِبْرَةُ بِاسْتِقَامَتِهِ وَتَمَسُّكِهِ بِالدَّيْنِ.

الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ: أن الدَّجَّالَ قَرِيْبٌ، والدَّجَّالُ مِنْ عَلاَمَاتِ السَّاعَةِ الْكُبْرَى، وَهْوَ فِتْنَةٌ عَظِيمَةٌ - كَمَا يَأْتِي -.

وَأَوَّلُ شَيْءٍ يَخْرُجُ الْمهْدِيُّ مِن آلِ بَيْتِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم، مِن آلِ الْحَسَن بن عَلَيٍّ رضي الله عنهما، وَيُقِيمُ الْعَدْلَ، وَيَحْكُمُ بِالشَّرِيعَةِ، وفي آخِرِ أَيَّامِهِ يَظْهَرُ الدَّجَّالُ وَيَحْصُل بِسَبَبِهِ فِتْنَةٌ عَظِيمَةٌ، ثُمَّ يَنْزِلُ الْمَسِيحُ عِيسَى بنُ مَرْيَمَ عليه السلام، ثُمَّ يُقتَلُ الدَّجَّالُ، وَيَحْكُمُ الْمُسْلِمِين بِشَرِيعَةِ الإِسْلاَمِ؛ شَرِيعَةِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم، فَيَكُونَ تابعًا لِلرَّسُولِ، وَمُجَدِّدًا لِدِين اللَّهِ؛ لِدِينِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم.

ثُمَّ فِي آخِرِ أَيَّامِ الْمَسِيحِ ابنِ مَرْيَمَ عليه السلام يَظْهَرُ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ، وَتَحْصُلُ شِدَّةٌ عَلَى الْمُسْلِمِينَ.

****

أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه كَانَ يَحْفَظ مِنْ الأَْحَادِيثِ مَا لاَ يَحْفَظُهُ غَيْرُهُ مِن الْصَّحَابَةِ رضي الله عنهم؛ لأَنَّهُ آتَاهُ اللَّهُ حِفْظًا، وَذَاكِرَةً قَوِيَّةً، وَتَفَرَّغَ لِرِوَايَةِ الْحَدِيثِ عَن الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم، فَحَفِظَ مَا لَمْ يَحْفَظْهُ أَكْثَر مِنْ غيرُهُ رضي الله عنه.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (120).