×
شرح كتاب الفتن والحوداث

ولِمُسْلِمٍ: عَن أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتَنٌ: أَلاَ ثُمَّ تَكُونُ فِتْنَةٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي فِيهَا، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي إِلَيْهَا. أَلاَ، فَإِذَا نَزَلَتْ أَوْ وَقَعَتْ، فَمَنْ كَانَ لَهُ إِبِلٌ فَلْيَلْحَقْ بِإِبِلِهِ، وَمَنْ كَانَتْ لَهُ غَنَمٌ فَلْيَلْحَقْ بِغَنَمِهِ، وَمَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَلْيَلْحَقْ بِأَرْضِهِ» قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ أَرَأَيْتَ مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ إِبِلٌ وَلاَ غَنَمٌ وَلاَ أَرْضٌ؟ قَالَ: «يَعْمِدُ إِلَى سَيْفِهِ فَيَدُقُّ عَلَى حَدِّهِ بِحَجَرٍ، ثُمَّ لِيَنْجُ إِنِ اسْتَطَاعَ النَّجَاءَ، اللهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ؟ اللهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ؟ اللهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ؟» قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ أَرَأَيْتَ إِنْ أُكْرِهْتُ حَتَّى يُنْطَلَقَ بِي إِلَى أَحَدِ الصَّفَّيْنِ، أَوْ إِحْدَى الْفِئَتَيْنِ، فَضَرَبَنِي رَجُلٌ بِسَيْفِهِ، أَوْ يَجِيءُ سَهْمٌ فَيَقْتُلُنِي؟ قَالَ: «يَبُوءُ بِإِثْمِهِ وَإِثْمِكَ، وَيَكُونُ مِنْ أَصْحَابِ النَّار» ([1]).

****

 قوله: «إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتَنٌ»، إنها ستكون فتن هذا إخبار من النبي صلى الله عليه وسلم، هل النبي يعلم الغيب؟ لكن الله علمه، وأطلعه علي ذلك، وما يعلم الغيب إلا ما اعلمه الله وأطلعه الله، وهذه معجزة من معجزاته صلى الله عليه وسلم أنه يخبر عن أشياء مستقبلاً فتقع كما اخبر عليه الصلاة والسلام، لأنه لا ينطق عن الهوى إن هو ألا وحي يوحي، وهذا من مصلحتنا أنه يخبرنا كما يحصل لكي نأخذ حذرنا، ومن نصحه صلى الله عليه وسلم وشفقته علينا يخبرنا عما سيحصل ويوصينا بما ينجينا مما سيحصل من الشرور والفتن لأنه ما ترك شيئًا إلا بينه لأمته عليه الصلاة والسلام. نعم أنها ستكون فتن هذا اخبار عن المستقبل.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2887).