×
شرح كتاب الفتن والحوداث

معناه: التحذير اخبار معناه التحذير.

«إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتَنٌ»، ستكون يعني: في المستقبل

فتن: جمع فتنة وهي الابتلاء والامتحان وهي كثيرة ومتنوعة.

قَولُهُ صلى الله عليه وسلم: «وَمَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَلْيَلْحَقْ بِأَرْضِهِ»، وَمَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ - مَزْرَعَةٌ، اسْتِرَاحَةٌ بَعِيدَةٌ عَن البَلَدِ -، يَلْحَقُ بِهَا، وَيتْرُكُ الْبَلَدَ الَّتِي فِيهَا الْفِتَن.

قَولهُ: «قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ إِبِلٌ، وَلاَ غَنَمٌ، وَلاَ أَرْضٌ؟»، انْتَبِهُوا لِلسُّؤَالِ هَذَا! إن كَانَ لَهُ إبِلٌ يَذْهَبُ لِلإِْبِلِ، وإنْ كَانَ لَهُ غَنَمٌ يَذْهَبُ لِلْغَنَمِ، وإنْ كَانَ لَهُ أَرْض يَذْهَبُ لِلأَْرْضِ، سَأَلَهُ سَائِلٌ: إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ إبِلٌ، ولا غَنَمٌ، ولا أَرْضٌ، أَيْنَ يَذْهَبُ؟ «يَعْمِدُ إِلَى سَيْفِهِ فَيَدُقُّ عَلَى حَدِّهِ بِحَجَرٍ»، السِّلاَح الَّذِي عِنْدَهُ يُحَطِّمُه، ويُخرِّبُه، الْبُنْدُقِيَّةُ يَكْسِرُهَا، السَّيْفُ يَكْسِرُهُ، لِمَاذَا؟ لِئَلاَّ يَدْخُلُ فِي الْفِتَنِ، لِئَلاَّ يَحْمِلُ السِّلاَحَ، ويدخل في الفتن السلاح الذي يوقع في الفتن تخلص منه، الَّذِي يُوقِعُهُ فِي الْفِتَنِ، وَيَتَسَبَّبُ لَهُ فِي دُخُولِ الْفِتَنِ فيَتَخَلَّصُ مِنْهُ.

قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: «ثُمَّ لْيَنْجُ إِنِ اسْتَطَاعَ النَّجَاءَ»؛ لِيَنْجُ مِن الْفِتَنِ، وَيَبْعُدُ عَنْهَا بِأَيِّ وَسِيلَةٍ - إنْ اسْتَطَاعَ -، إِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِنَّهُ يَصْبِرُ، وَيَتَمَسَّكُ بِدَيْنِهِ، وَيَصْبِرُ عَلَى مَا يُصِيبُهُ.

قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ؟ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ؟ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ؟»، هَكَذَا الرَّسُول صلى الله عليه وسلم يُشْهِدُ اللَّهَ عَلَيْنَا أَنَّهُ بَلَّغَنَا، وَيُكَرِّرُ هَذَا صلى الله عليه وسلم.


الشرح