×
شرح كتاب الفتن والحوداث

 قَوْلُهُ: «قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ أُكْرِهْتُ»؛ يَعْنِي: فِي الْقِتَالِ، إِذَا صَارَ قتالٌ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، هَذِهِ فِتْنَةٌ، هَذَا مِن الْفِتَنِ أن يَكُون هُنَاكَ قِتالٌ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، يَقُوْل الرَّسُول صلى الله عليه وسلم: ابْتَعِدْ عَنْهَا، ولو أن تكْسِرَ سَيْفَك وسِلاَحَكَ، ابْتَعِدْ عَنْهَا مَهْمَا أَمْكَنَ.

سَأَلَهُ رَجُلٌ: «إِذَا مَا أَمْكَنَنِي، إِذَا أُجْبِرَتُ عَلَى الدُّخُولِ فِي الصَّفِّ، مَاذَا أَعْمَلُ؟».

انْظُر لِلصَّحَابَةِ رضي الله عنهم؛ لِحِرْصِهِمْ عَلَى دِينِهِمْ يَسْأَلُونَ عَن الأَحْوَالِ؛ مَاذَا يَفْعَلُونَ فِي الأَْحْوَالِ؟؟

فَالْمُكْرَهُ مَعْذُورٌ - وَالْحَمْد للهِ -، فَإِذَا قَتَلَه أَحَدٌ مِن الْفِئَتَيْنِ، فَالإِْثْمُ عَلَى الْقَاتِلِ، وَأَمَّا الْمَقْتُولُ، فَيَكُونُ شَهِيدًا عِنْدَ اللَّهِ سبحانه وتعالى: ﴿إِنِّيٓ أُرِيدُ أَن تَبُوٓأَ بِإِثۡمِي وَإِثۡمِكَ فَتَكُونَ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلنَّارِۚ وَذَٰلِكَ جَزَٰٓؤُاْ ٱلظَّٰلِمِينَ ٢٩فَطَوَّعَتۡ لَهُۥ نَفۡسُهُۥ قَتۡلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُۥ فَأَصۡبَحَ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ ٣٠ [المائدة: 29 - 30]، الإِْثْمُ عَلَى الْقَاتِلِ عَلَى المُكرِهِ، وَأَمَّا المُكْرَهُ فَهُوَ مَعْذُورٌ.

***


الشرح