بَاب
بَدَأَ الإِسلاَمُ غريبًا وسيعود غريبًا
****
وَلِمسلِمٍ:
عَن أَبِي هُرَيرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
«بَدَأَ الإِْسْلاَمُ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا» ([1]).
****
هَذَا حَدِيثٌ مَعرُوفٌ، قَالَ صلى الله عليه
وسلم: «بَدَأَ الِإسْلاَمُ غَرِيبًا،
وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا»، بَدَأ فِي أَولِ بِدَايتِه وَأوّلِ
الدَّعوَةِ غَرِيبًا، الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم أوَّلاً وَاحِدٌ، لَيْسَ معَه
أَحدٌ، ثمَّ انضَمَّ إِلَيه أَبُو بَكرٍ رضي الله عنه، أبُو بَكرٍ الصِّدِّيقُ
انْضَمَّ إلَيهِ بِلاَلٌ رضي الله عنهما، ولَمَّا سُئِلَ: فَمَنْ مَعَكَ عَلَى
هَذَا؟ قَالَ: «حُرٌّ، وَعَبْدٌ»،
قَالَ: وَمَعَهُ يَوْمَئِذٍ أَبُو بَكْرٍ، وَبِلاَلٌ مِمَّنْ آمَنَ بِهِ ([2]).
هَذَا
أوَّل ُمَا بَدَأ الإِسلاَمُ، أوّلاً: الرَّسُولُ وَحدَه، ثمَّ انضَمَّ إِلَيهِ
أبُو بَكرٍ رضي الله عنه مِن الرّجَالِ يَعنِي، وَإِلاّ هنَاكَ نِسَاءٌ أَسلَمْنَ،
وَهُناك صِبيَانٌ أَسلَمُوا، لَكِنْ مِن الرِّجَالِ أَولُ مَن أَسلَمَ أَبُو بَكرٍ
الصّدِّيقُ رضي الله عنه.
أَبُو بَكرٍ رضي الله عنه دَعَا إِلَى اللهِ، فَأَسلَمَ عَلَى يَدَيهِ جَماعَةٌ مِن الصَّحابَةِ رضي الله عنهم، فكثُرُوا، كَانَ الأَوَّلُ غَرِيبًا، يَتكَوَّنُ مِن اثْنَينِ فَقَطْ، ثمَّ كثُرَ الصَّحَابةُ رضي الله عنهم، حتَّى تَكَوَّنَت الأمّةُ الإِسلاَمِيةُ، الّتِي وَصَفَها اللهُ بِقَولِه جل وعلا: ﴿مُّحَمَّدٞ رَّسُولُ ٱللَّهِۚ وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥٓ أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلۡكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيۡنَهُمۡۖ تَرَىٰهُمۡ رُكَّعٗا سُجَّدٗا يَبۡتَغُونَ فَضۡلٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٗاۖ سِيمَاهُمۡ فِي وُجُوهِهِم مِّنۡ أَثَرِ ٱلسُّجُودِۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِۚ﴾ [الفتح: 29]؛ يَعنِي: صِفَتُهم، صِفةُ هَذِه الأمّةِ فِي التَّورَاةِ الّتِي نَزَلَت عَلَى مُوسَى عليه السلام هَذِه صِفَتُها.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (145).
الصفحة 1 / 310