الفِتنَةِ بَيْن المُسلِمِين، هَذَا مَنهجُ
الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم فِي الفِتَنِ.
قَولُه
صلى الله عليه وسلم: «بِسَيْفِهِمَا»؛ كلُّ وَاحدٍ يُرِيدُ أنْ يَقتُلَ الآخِرَ، فهما
مُسلِمَان وكلُّ وَاحدٍ يُريدُ أنْ يَقتُلَ الآخَرَ، حَرامٌ هَذَا.
قَولُه
صلى الله عليه وسلم: «إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيهِما، فَالْقَاتِلُ
وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ هَذَا القَاتِلُ،
فَمَا بَالُ الْمَقْتُولُ؟ قَالَ: «إِنَّهُ
كَانَ حَرِيصًا عَلَى قَتْل صَاحِبِهِ»؛ يُعَاقَبُ عَلَى نِيتِه.
قَولُه:
«أُرِيدُ نَصْرَ ابْنِ عَمِّ رَسُولِ
اللهِ صلى الله عليه وسلم »؛ يَعْنِي: عَلِيًّا رضي الله عنه، لمَّا حَصَلَت
الفِتنَةُ بَيْن أَهلِ الشّامِ وَبَيْن عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالبٍ، الخَلِيفَةُ
الرَّابِعُ رضي الله عنه، بَعضُ المسْلِمِين انْضَمَّ إِلَى عَليٍّ رضي الله عنه؛
نُصرةً لاِبنِ عَمِّ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم، وبَعضُهم انْضَمَّ إِلَى
جَيشِ الشّامِ معَ مُعَاوِيةَ رضي الله عنه، كلُّ الفَرِيقَين مُسلِمُون؛ أَهلُ الشّامِ
وَالّذِينَ مَعَ عَلِيٍّ رضي الله عنه كلُّهُم مُسلِمُون، فَهِي قِتَالٌ بَيْن
المُسلِمِين، هُنَاكَ فِتنةٌ.
قَولُه
صلى الله عليه وسلم: «إِذَا تَوَاجَهَ الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيهِما، فَالْقَاتِلُ
وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ»، هَذَا أبُو بَكْرَة رضي الله عنه لَقِي هَذَا
الرجُلَ لمَّا حَصَلتْ الحَربُ بَيْن عَليٍّ ومُعَاوِيةَ رضي الله عنهما، عَلِيٌّ
رضي الله عنه عَلَى أنَّه الخَلِيفةُ وَمُعاوِيةُ رضي الله عنه يَطلُبُ الّذِينَ
قَتَلُوا عُثمَانَ رضي الله عنه، يُرِيدُ القَصَاصَ مِنهُم، كلُّ وَاحدٍ مِن
الصَّحَابِيَّين مُجتَهِدٌ رضي الله عنهما، هَذَا عَلَى أنّه خَلِيفةٌ، وهُم
خَرَجُوا عَلَيه، وَهَؤلاَءِ عَلَى أنَّهم يُطَالِبُون بِدَمِ عُثمَانَ رضي الله
عنه، يَطلُبُون الّذِين قَتلُوه، يُرِيدُون القَصَاصَ مِنهُم.
فَخَرَجَ
هَذا الرَّجلُ يُرِيدُ أنْ يَنضَمَّ إلَى علِيٍّ الخَلِيفَةِ، فَلَقِيَه أبُو
بَكرَةَ رضي الله عنه، سَأَلَه: أَينَ تَذهَبُ؟ قَالَ: «أُرِيدُ نَصْرَ ابْنِ عَمِّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم »،