×
شرح كتاب الفتن والحوداث

هَذَا غَرضٌ طَيِّبٌ، لَكنْ لَمَّا كَانَ فِيهِ فِتنَةٌ بَيْن المُسلِمِين، قَالَ لَه: ارْجِعْ، لاَ تَدخُلُ فِي الفِتنَةِ؛ فَإنِّي سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيهِما، فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولِ فِي النَّارِ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ هَذَا القَاتِلُ، فَمَا بَالُ الْمَقْتُولُ؟، هذَا القَاتِلُ فِي النَّارِ؛ لأِنَّه قَتَلَ، لَكنَّ المَقتُولَ لِمَاذَا صَارَ فِي النّارِ، وَهُو مَقتُولٌ؟ دخَلَ النّارَ بِنِيتِه؛ لأِنَّه يَنوِي قَتلَ صَاحبِه، لَو حَصَلَ لَه، فَهَذَا فَعَلَ القَتْلَ، وهَذَا نَاوٍ لِلقَتلِ، وَهَذا دَليلٌ عَلَى أنَّ الإِنسَانَ يُؤَاخذُ علَى النّيةِ.

قَولُه صلى الله عليه وسلم: «إِنَّهُ قَدْ أَرَادَ قَتْلَ صَاحِبِهِ»: القَتِيلُ كَانَ يُرِيدُ قَتلَ صَاحِبِه، فيُعَاقَبُ عَلَى نِيتِه - والعِيَاذُ بِاللهِ -.

فهَذَا الحَدِيثُ فِيهِ: أنَّ الإِنسَانَ لاَ يَدخُلُ فِي الفِتنَةِ بَيْن المُسلِمِين، يَعتَزِلُ الفِتنَةَ مَهْمَا أَمكَنَه ذَلِك؛ إنْ حَصَلَ، يُصلِحُ بَينَهُم، هَذَا مَطلُوبٌ، إذَا لَم يَحصُلْ الصُلْحُ بَينَهُم؛ فَهُو يَتَجنَّبُ القِتالَ، وَلاَ يَدخُلُ مَعَ هَذَا، وَلاَ مَعَ هَذَا.

****


الشرح