وَلِمُسلِمٍ عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم
يقول: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ تَذْهَبُ الدُّنْيَا، حَتَّى يَأْتِيَ
عَلَى النَّاسِ يَوْمٌ لاَ يَدْرِي الْقَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ، وَلاَ الْمَقْتُولُ
فِيمَ قُتِلَ» فَقِيلَ: كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ؟ قَالَ: «الْهَرْجُ، الْقَاتِلُ
وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ» ([1]).
****
قَولُه صلى الله عليه وسلم: «يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ يَوْمٌ»؛
يَعنِي: فِتنَةً بَيْن المُسلِمِين؛ يَتَقاتَلُون، وَلاَ يَدرِي القَاتِلُ مَا
السَّببُ أنَّه قَتَلَ هَذَا المُسلِمَ، والمَقتُولُ لاَ يَدرِي مَا سَببُ قَتلِه؛
يَعنِي: فِتنَةٌ لَيْسَ مَعَها شُعُورٌ؛ لأِنَّ الفِتنَةَ إِذَا اشتَعَلَت،
يَصعُبُ إِطفَاؤُها، لَكنْ قَبْلَ أَنْ تَشتَعِلَ مِن المُمكِنِ تَلافِيهَا، لَكنْ
إِذَا نَشَبَت - والعِياذُ بِاللهِ - الفِتنَةُ، صَعُبَ إِطفَاءُ الفِتنَةِ،
فيَقتُلُ وَهُو لاَ يَدرِي مَن الّذِي أَمَامَه، وَلاَ مَن قَتَلَ.
هَذَا
فِيهِ شَرُّ الفِتَنِ - والعِيَاذُ بِاللهِ -، وَفِيهِ أنَّ المُسلِمَ يَتجَنَّبُ
الفِتنَ، وَلاَ يَدخُلُ فِيهَا بَيْن المُسلِمِين، وَإنَّمَا يُصْلِحُ بَينَهم -
إِذَا أَمكَنَ - وَإِذَا لَم يُمكِنْ يَعتَزِلُ الفِتنَةَ، يَبعِدُ عَنهَا.
****
الصفحة 4 / 310