وفِي حَدِيثٍ عَن
ابْنِ مَسعُودٍ رضي الله عنه: وَذَكَرَ الْفِتْنَةَ، قَالَ: «الْزَمْ بَيْتَكَ»،
قِيلَ: فَإِنْ دَخَلَ عَلَيَّ بَيْتِي؟ قَالَ: «فَكُنْ مِثْلَ الْجَمَل الأَوْرَقِ
الثَّفَالِ الّذِي لاَ يَنْبَعِثُ إِلاّ كَرْهًا وَلاَ يَمْشِي إِلاَّ كَرْهًا».
رواه أبو عبيد ([1]).
****
«الْزَمْ
بَيْتَكَ»، لاَ تَخرُج والنَّاسُ فِي فِتنَةٍ وَشَرّ، الزَمْ بَيتَكَ؛ أَسلَمُ
لَكَ.
«قِيلَ: فَإِنْ دَخَلَ عَلَيَّ
بَيْتِي؟ قَالَ: «فَكُنْ مِثْلَ الْجَمَل الأَوْرَقِ الثَّفَالِ الّذِي لاَ
يَنْبَعِثُ إِلاّ كَرْهًا وَلاَ يَمْشِي إِلاَّ كَرْهًا»»
أيْ: كُنْ مِثلَ البَعِيرِ الّذِي يَبْرُكُ، وَلاَ يُطِيعُ، يَثُورُ، وَإنْ ثَارَ،
لاَ يُطِيعُ ولاَ يَمشِي، لاَ تَقُم فِي الفِتنَةِ، وَإنْ قُمتَ فِي الفِتنَةِ،
لاَ تَمْشِ، وَهَذا كَمَا سَبَقَ: «الْقَاعِدُ
فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي» ([2])،
فكُلَّمَا قَلَّلْتَ الفِتنَة، فَهُو مَطلُوبٌ.
لَيتَ
قَومَنَا يَعلَمُون هَذِه الأَحَادِيثَ، وَيُطبِّقُونَها؛ لأَِجلِ أنْ تَخِفَّ
الفِتَنُ بَيْنَ المُسلِمِين.
****
([1]) انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (4/ 81).