×
شرح كتاب الفتن والحوداث

السّاعَةِ: تَدَاعِي الأُمَمِ عَلَى المسلِمِين، أُمَمُ أَهلِ الأَرضِ مِن الكفَّارِ يَتَدَاعَون عَلَى المُسلِمِين، يَجتَمِعُون عَلَى قِتالِ المُسلِمِين، هَذَا مِن عَلامَاتِ السَّاعَةِ.

والمسلِمُون فِي هَذَا الوَقتِ ضُعفَاءُ بِسبَبِ انشِغَالِهم بِالدّنيَا، مَعَ كَثرتَهِم ضُعفَاءُ؛ لأِنَّ الكَثرَةَ لاَ تَكفِي، إِلاَّ مَع الإِيمَانِ، أمَّا الكَثرَةُ بِدُونِ إِيمَانٍ، فَإنَّها تَكونُ قَلِيلَةٌ.

قَولُه صلى الله عليه وسلم: «بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ»؛ يَعنِي المُسلِمِين.

قَولُه صلى الله عليه وسلم: «وَلَيَنْزِعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ»، كَانَ العَدُوُّ يَهَابُ المُسلِمِين، ثمَّ فِي آخِرِ الزّمَانِ العَكس؛ تُنزَعُ مهَابَةُ الكفَّارِ مِن المُسلِمِين، فَيَصِيرُ الّذِي يَهَاب هُم المُسلِمُون، يَهَابون الكفَّارَ. بَدَلَ أنْ كَانَ الكفَّارُ يَهَابُونَ المُسلِمِين، انعَكَسَت، صَارَ المسلِمُون يَهَابوُن الكفَّارَ؛ لِضَعفِ الإِيمَانِ، ذَلِك لِضَعف الإِيمَانِ عِندَهم، وهَذَا مِن عَلامَاتِ السَّاعَةِ: تَخَاذُلُ المُسلِمِين، انِقَسامُ المسْلِمِين، دُخولُ المَذَاهِبِ الضَّالةِ عَلَى المُسلِمِين، تَفرُّقُ المُسلِمِين إلَى فِرقٍ مُختَلِفةٍ، كلُّ هَذَا يُضعِفُ المُسلِمِين.

قَولُه صلى الله عليه وسلم: ««وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ»، فقاَلَ قَائلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الوَهنُ؟ قَالَ: «حُبُّ الدُّنْيَا، وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ»»، هَذَا هُو السَّببُ؛ إذَا أَحبَّ المُسلِمُون الدّنيَا، وَكَرِهُوا المَوتَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالجِهَادَ فِي سَبيلِ اللهِ، عِندَ ذَلِك يَحدُث هَذَا الذُّلُّ، الّذِي يَضَعُه اللهُ فِيهِم.

****


الشرح