×
شرح كتاب الفتن والحوداث

وَلَه عَن الْمُسْتَوْرِدِ الْقُرَشِيِّ رضي الله عنه أنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: «تَقُومُ السَّاعَةُ وَالرُّومُ أَكْثَرُ النَّاسِ» فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو: أَبْصِرْ مَا تَقُولُ، قَالَ: أَقُولُ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «لَئِنْ قُلْتَ ذَلِكَ، إِنَّ فِيهِمْ لَخِصَالاً أَرْبَعًا: إِنَّهُمْ لَأَحْلَمُ النَّاسِ عِنْدَ فِتْنَةٍ، وَأَسْرَعُهُمْ إِفَاقَةً بَعْدَ مُصِيبَةٍ، وَأَوْشَكُهُمْ كَرَّةً بَعْدَ فَرَّةٍ، وَخَيْرُهُمْ لِمِسْكِينٍ وَيَتِيمٍ وَضَعِيفٍ، وَخَامِسَةٌ حَسَنَةٌ جَمِيلَةٌ: وَأَمْنَعُهُمْ مِنْ ظُلْمِ الْمُلُوكِ» ([1]).

****

قَولُه رضي الله عنه: «شَهِدَ عَلَى ذَلِك لَحْمُ أَبِي هُرَيْرَةَ وَدَمُهُ»؛ يَعنِي: الرَّاوِي رضي الله عنه يقُولُ: أَشهَدُ أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ هَذَا الكَلامَ، وَأنَّه سَمِعَه مِنهُ.

قَولُه رحمه الله: «شَهِدَ عَلَى ذَلِك لَحْمُ أَبِي هُرَيْرَةَ وَدَمُهُ»؛ مِن بَابِ تَأكِيدِ الرِّوَايَةِ.

****

يَعنِي: إِنَّ الرُّومَ فِيهِم صِفَاتٌ طَيّبةٌ فَمَع كُفرِهم فِيهِم صِفَاتٌ طَيّبةٌ: ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَٰوَةٗ لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواْۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقۡرَبَهُم مَّوَدَّةٗ لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّا نَصَٰرَىٰۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنۡهُمۡ قِسِّيسِينَ وَرُهۡبَانٗا وَأَنَّهُمۡ لَا يَسۡتَكۡبِرُونَ [المائدة: 82]، وَمِنهم مَن إِذَا سَمِعَ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ، فَإنَّه يَبكِي، وَيُؤمِنُ بِمُحَمّدٍ صلى الله عليه وسلم، فَالنَّصَارَى أَكثَرُ دُخُولاً فِي الإِسلاَمِ مِن غَيرِهم، وَأَكثرُ رَأفةً وَرَحمَةً، وَإنْ كَانُوا كفَّارًا.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2898).