×
شرح كتاب الفتن والحوداث

عَن جَابِرِ بْنِ سَمُرَةٍ، عَنْ نَافِع بْنِ عُتْبَةَ رضي الله عنه، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فِي غَزْوَةٍ، قَالَ: فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَوْمٌ مِنْ قِبَلِ الْمَغْرِبِ، عَلَيْهِمْ ثِيَابُ الصُّوفِ، فَوَافَقُوهُ عِنْدَ أَكَمَةٍ، فَإِنَّهُمْ لَقِيَامٌ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَاعِدٌ، قَالَ: فَقَالَتْ لِي نَفْسِي: ائْتِهِمْ فَقُمْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ لاَ يَغْتَالُونَهُ، قَالَ: ثُمَّ قُلْتُ: لَعَلَّهُ نَجِيٌّ مَعَهُمْ، فَأَتَيْتُهُمْ فَقُمْتُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ، قَالَ: فَحَفِظْتُ مِنْهُ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ، أَعُدُّهُنَّ فِي يَدِي، قَالَ: «تَغْزُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ فَيَفْتَحُهَا اللهُ، ثُمَّ فَارِسَ فَيَفْتَحُهَا اللهُ، ثُمَّ تَغْزُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُهَا اللهُ، ثُمَّ تَغْزُونَ الدَّجَّالَ فَيَفْتَحُهُ اللهُ» قَالَ: فَقَالَ نَافِعٌ: يَا جَابِرُ، لاَ نَرَى الدَّجَّالَ يَخْرُجُ، حَتَّى تُفْتَحَ الرُّومُ ([1]).

****

أمَّا اليَهودُ - قَبَّحهُم اللهُ -، فَهُم أَشدُّ النَّاسِ عَدَاوةً معَ المُشرِكِين، انظُر! معَ المُشرِكِين عبَّادِ الأَوثَانِ، مَع أَنَّهم أَهلُ كتَابٍ، لَكنْ لَم يَنفَعْهم كِتَابُهم، صَارُوا مِثلَ عَبَدَةِ الأَوثَانِ: ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَٰوَةٗ لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواْۖ، يُشَارِكُون عَبَدَةَ الأَصنَامِ مَعَ أنَّهم أَهلُ كِتَابٍ، ولَم يَنفَعْهم كِتَابُهم لَمَّا لَم يَعمَلُوا بِه، فَالّذِي يُسلِمُ مِن النَّصَارَى أَكثَرُ مِن الّذِي يُسلِمُ مِن اليَهُودِ.

****

قَولُه رضي الله عنه: «لَعَلَّه نَجِيٌّ مَعَهُم»؛ يَعنِي: يَتَحدَّثُونَ.

قَولُه رضي الله عنه: «فَأَتَيْتُهم فَقُمْتُ بَيْنَهُم وَبَيْنَه، قَالَ: فَحَفِظْتُ مِنْهُ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ أَعُدُهُنَّ فِي يَدِي»؛ مِن الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم.

فَهَذا الحَدِيثُ فِيهِ: البِشَارةُ لِلمُسلِمِين أنَّ اللهَ يَنصُرُهم، وَيَفتَحُ علَيهِم فِي آخرِ الزَّمانِ؛ يَعنِي: لاَ يَيأَسُ المُسلِمُون مَعَ كثرَةِ الفِتَنِ والكُرُباتِ


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2900).