وَلأَِبِي
دَاوُد:َ عَن ابْنِ بُرَيدَةَ، عَن أَبِيهِ رضي الله عنه، عَن النَّبِيِّ صلى الله
عليه وسلم، أنَّه قَالَ: «يُقَاتِلُكُمْ قَوْمٌ صِغَارُ الأَْعْيُنِ» يَعْنِي
التُّرْكَ، قَالَ: «تَسُوقُونَهُمْ ثَلاَثَ مِرَارٍ حَتَّى تُلْحِقُوهُمْ
بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ، فَأَمَّا فِي السِّيَاقَةِ الأُْولَى، فَيَنْجُو مَنْ هَرَبَ
مِنْهُمْ، وَأَمَّا فِي الثَّانِيَةِ فَيَنْجُو بَعْضٌ، وَيَهْلَكُ بَعْضٌ،
وَأَمَّا فِي الثَّالِثَةِ، فَيُصْطَلَمُونَ»، أَو كَمَا قَالَ صلى الله عليه وسلم
([1]).
وَلَه
عَن أَبِي بَكَرَةَ رضي الله عنه أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
«يَنْزِلُ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي بِغَائِطٍ يُسَمُّونَهُ الْبَصْرَةَ، عِنْدَ نَهْرٍ
يُقَالُ لَهُ: دِجْلَةُ، يَكُونُ عَلَيْهِ جِسْرٌ، يَكْثُرُ أَهْلُهَا، وَتَكُونُ
مِنْ أَمْصَارِ الْمُهَاجِرِينَ» ([2]).
****
قَولُه
صلى الله عليه وسلم: «وَلاَ تَقُومُ السَّاعَةُ، حتّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا صِغَارَ الأَعْيُنِ
ذُلْفَ الآنُفِ»، هَذِه صِفةُ التُّركِ - واللهُ أَعلمُ -.
قَولُه
صلى الله عليه وسلم: «يُقَاتِلُ الْمُسْلِمُونَ التُّرْكَ»، هَذَا تُفسّرُ الكَلامَ
السَّابِقَ؛ أنَّ المُرَادَ بِهم التُّركُ.
قَولُه
صلى الله عليه وسلم: «قَوْمًا وُجُوهُهُم كَالْمَجَانِّ الْمُطْرَقَةِ يَلْبَسُون الشَّعَرَ،
وَيَمْشُونَ فِي الشَّعَرِ»، صَارَت الصِّفَتانِ لِلتّركِ؛ هُم الّذين يَلبَسُونَ
الشَّعَرَ، ويَنتَعِلُون الشَّعَرَ، وَوُجُوهُهم كَالمَجَانِّ المُطرَقَةِ،
صِغَارُ الأَعيُنِ، إِلَى آخِرِه.
****
قَولُه صلى الله عليه وسلم: «يُقَاتِلُكُم قومٌ صِغارُ الأَعْيُن - يعنِي: التُّرْكَ - قَالَ: تَسُوقُونَهم ثَلاثَ مِرَارٍ، حَتَّى تَلْحَقُونَهم بِجَزِيرَةِ الْعَرَب، فَأمّا فِي السِّيَاقَةِ الأُولَى فَيَنْجُو مَنْ هَرَبَ مِنْهُم، وأمَّا فِي الثَّانِيَةِ، فَيَنْجُو بَعْضٌ وَيَهْلِكُ بَعْضٌ، وَأمّا في الثّالِثَةِ فيُصْطَلَمُونَ»؛ يَعنِي: يَهلَكُون.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4305).