قَولُه صلى الله عليه وسلم:
«فَإِذَا جَاءُوا الشَّأْمَ خَرَجَ
فَبَيْنَمَا هُمْ يُعِدُّونَ لِلْقِتَالِ، يُسَوُّونَ الصُّفُوفَ، إِذْ أُقِيمَتِ
الصَّلاَةُ، فَيَنْزِلُ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ صلى الله عليه وسلم فَأَمَّهُمْ»،
بَينَمَا هُم فِي كَربٍ وَشِدةٍ مَع الدّجَّالِ، وَيَتهَيّؤُونَ لِقِتالِ
الدّجَّالِ وَحِزبِه، عَرَضَت صَلاةُ الفَجرِ، بَينَمَا هُم كَذَلِك، نَزَلَ
عِيسَى عليه السلام.
واللهُ
جل وعلا أَخبَرَ أنَّه رَفَعَ عِيسَى إِلَيه حَيًّا، لمَّا تَآمَرَ عَلَيهِ
اليَهُودُ، يُرِيدُون قَتلَه، رَفَعَه اللهُ مِن بَينِهِم، وَلَم يَشعُرُوا
بِذَلِك، وَأَلقَى شَبَهَه عَلَى رَجلٍ مِن القَومِ، ظَنّوا أنّه المَسِيحُ،
فَقَتَلُوه، وَصَلَبُوه، وَنَجَّى اللهُ المَسِيحَ صلى الله عليه وسلم، ورَفَعَه
إِلَيهِ حيًّا بِرُوحِه وَبَدنِه.
ثمَّ
فِي آخِرِ الزّمانِ يَنزِلُ: ﴿وَإِن مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ إِلَّا لَيُؤۡمِنَنَّ
بِهِۦ قَبۡلَ مَوۡتِهِۦۖ﴾
[النساء: 159]، هذَا إِذَا نَزَلَ، فَإِذَا نَزَلَ، يُؤمِنُونَ، وَلاَ يَبقَى فِي
الأَرضِ إلاَّ الإِسلاَمُ، لاَ يَبقَى دِينَانِ فِي الأَرضِ، وَيُحكَمُ بِشَريعَةِ
مُحَمّدٍ صلى الله عليه وسلم، حتَّى يَخرُجَ يَأجُوجُ وَمَأجُوجُ فِي آخِرِ حيَاةِ
عِيسَى بنِ مَريَمَ عليه السلام، وَهَذِه آفةٌ أخرَى تَظهَرُ عَلَى المُسلِمِين.
تَخلَّصُوا
مِن الدّجَّالِ، وَسَادَ حُكمُ المُسلِمِين، وَانتَشَر الإِسلاَمُ، وَوُضِعَت
الجِزيَةُ، وقُتِلَ الخِنزِيرُ، وَصَارَت العِبَادةُ للهِ وَحدَه، بَينَما هُم
كَذَلِك، ظَهَرَ عَلَيهِم جَيشٌ لاَ يَطِيقُونَه، وهُم يَأجُوجُ وَمَأجُوجُ.
قَولُه
صلى الله عليه وسلم: «فَإِذَا رَآهُ عَدُوُّ اللَّهِ ذَابَ، كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي
الْمَاءِ»، إذَا رَأَى الدّجَّالُ عِيسَى بنَ مَريَمَ عليه السلام، خَارَ،
وَلَم يَستَطِعْ الحَرَكةَ، وَذَهَبَت قُوَاهُ.
قَولُه
صلى الله عليه وسلم: «فَلَوْ تَرَكَهُ لاَنْذَابَ، حَتَّى يَهْلِكَ وَلَكِنْ يَقْتُلُهُ
اللَّهُ بِيَدِهِ، فَيُرِيهِمْ دَمَهُ فِي حَرْبَتِهِ»؛ عِيسَى بنُ مَريَمَ
عليه السلام يَقتُلُ الدّجَّالَ بِيَدِه مُبَاشَرَةً، فيُرِيحُ اللهُ المُسلِمِين
مِن الدّجالِ، وَيَتَولّى المَسِيحُ عِيسى بنُ مَريَمَ عليه السلام.
****