×
شرح كتاب الفتن والحوداث

وَلَهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «سَمِعْتُمْ بِمَدِينَةٍ جَانِبٌ مِنْهَا فِي الْبَرِّ وَجَانِبٌ مِنْهَا فِي الْبَحْرِ؟» قَالُوا: نَعَمْ، يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: «لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَغْزُوَهَا سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ بَنِي إِسْحَاقَ، فَإِذَا جَاءُوهَا نَزَلُوا، فَلَمْ يُقَاتِلُوا بِسِلاَحٍ وَلَمْ يَرْمُوا بِسَهْمٍ، قَالُوا: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، فَيَسْقُطُ أَحَدُ جَانِبَيْهَا - قَالَ ثَوْرٌ: لاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ قَالَ - الَّذِي فِي الْبَحْرِ، ثُمَّ يَقُولُوا الثَّانِيَةَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، فَيَسْقُطُ جَانِبُهَا الآْخَرُ، ثُمَّ يَقُولُوا الثَّالِثَةَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، فَيُفَرَّجُ لَهُمْ، فَيَدْخُلُوهَا فَيَغْنَمُوا، فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الْمَغَانِمَ، إِذْ جَاءَهُمُ الصَّرِيخُ، فَقَالَ: إِنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَرَجَ، فَيَتْرُكُونَ كُلَّ شَيْءٍ وَيَرْجِعُونَ» ([1]).

****

قَولُه صلى الله عليه وسلم: «فَإِذَا جَاءُوهَا نَزَلُوا، فَلَمْ يُقَاتِلُوا بِسِلاَحٍ، وَلَمْ يَرْمُوا بِسَهْمٍ قَالُوا: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، فَيَسْقُطُ أَحَدُ جَانِبَيْهَا»؛ المُسلِمُون يَغزُون هَذِه البَلدَةَ، الظَّاهرُ أنَّها القُسطَنْطِينِيّةُ، يَغزُونَها، ويُكبِّرُون اللهَ تَكبِيرًا، وَيُهلِّلُون، ثمَّ تَسقُطُ، كلَّما كبَّروا وَهلَّلُوا، سَقَطَ جَانبٌ مِنهَا بِدُونِ قِتالٍ.

قَولُه: «قَالَ ثَوْرٌ: لاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ قَالَ - الَّذِي فِي الْبَحْرِ»؛ يَعنِي: الجَانِبَ الّذِي فِي البَحرِ مِنهَا يَسقُطُ بِالتَّكبِيرِ.

قَولُه صلى الله عليه وسلم: «فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الْمَغَانِمَ، إِذْ جَاءَهُمُ الصَّرِيخُ، فَقَالَ: إِنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَرَجَ»، هذَا مِثلُ الحَدِيثِ الأَوّلِ، إلاَّ أنَّه أَوضَحَ مِنه، وَأنَّهم ظَفَرُوا بَعدَهم، وَانتَصَرُوا عَلَيهِ بِدُونِ قِتالٍ؛ بَل بِذِكرِ اللهِ عز وجل.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2920).