وَلَه عَن أمِّ
شُريكٍ رضي الله عنها أنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
«لَيَفِرَّنَّ النَّاسُ مِنَ الدَّجَّالِ فِي الْجِبَالِ»، قَالَتْ أُمُّ شُرَيكٍ:
يَا رَسُولَ اللهِ فَأَيْنَ الْعَرَبُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: «هُمْ قَلِيلٌ» ([1]).
وَلَه
عَن عِمْرَانَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَا بَيْنَ
خَلْقِ آدَمَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ خَلْقٌ أَكْبَرُ مِنَ الدَّجَّالِ» ([2]).
وَلَه
عَن أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
«مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ وَقَدْ أَنْذَرَ أُمَّتَهُ الأَْعْوَرَ الْكَذَّابَ،
أَلاَ إِنَّهُ أَعْوَرُ، وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، وَمَكْتُوبٌ بَيْنَ
عَيْنَيْهِ ك ف ر» ([3]).
وفِي
رِوَايَةٍ بَعْدَ الْحُرُوفِ: «أَيْ: كَافِرٌ» ([4]).
وَفِي
رِوَايةٍ: «ثُمَّ تَهَجَّاهَا كَ ف ر يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُسْلِمٍ» ([5]).
****
قَولُه صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ وَقَدْ أَنْذَرَ أُمَّتَهُ الأَعْوَرَ الْكَذَّابَ، أَلاَ إِنَّه أَعْوَرُ»؛ يَعنِي: الدَّجّالُ أَعوَرٌ، لَيْس لَه إِلاَ عَينٌ وَاحِدةٌ، وَالعَينُ الأُخرَى مَطمُوسَةٌ، وَهُو يَدَّعِي أنّه اللهُ، الدّجَّالُ يَدّعِي أنَّه هُو اللهُ، نَسأَلُ اللهَ العَافِيةَ ! والنّبيُّ صلى الله عليه وسلم يقُولُ: «وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ»، هَذَا فِيهِ وَصفُ اللهِ جل وعلا أنَّ لَه عَيْنَين سبحانه وتعالى، وَلَيسَ بِأَعوَرَ، وَلَكنَّهمَا عَينَانِ تَليقَانِ بِجَلالِه؛ مِن صِفَاتِ الذَّاتِ.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2945).