فَقَالَ
النَّاسُ: نَعَمْ، قالَ: «فَإِنَّهُ أَعْجَبَنِي حَدِيثُ تَمِيمٍ أَنَّهُ وَافَقَ
الَّذِي كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ عَنْهُ، وَعَنِ الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ، أَلاَ
إِنَّهُ فِي بَحْرِ الشَّامِ، أَوْ بَحْرِ الْيَمَنِ،، لاَ بَلْ مِنْ قِبَلِ
الْمَشْرِقِ ما هُوَ، مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ مَا هُوَ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ
مَا هُوَ»، وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى الْمَشْرِقِ، قَالَتْ: فَحَفِظْتُ هَذَا
مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم » ([1]).
****
قَولُها رضي الله عنها: «فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم صَلاَتَهُ جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَهُوَ يَضْحَكُ، فَقَالَ:
«لِيَلْزَمْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُصَلاَّهُ»، ثُمَّ قَالَ: «أَتَدْرُونَ لِمَ جَمَعْتُكُمْ؟» قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ
أَعْلَمُ»؛ أرَادَ أنْ يَهتَمّوا، وَأنْ يُنبِّهُهُم لمَا سَيُلقِي إِلَيهِم؛
حتَّى يَهتَمّوا بِذَلِك.
قَولُه
صلى الله عليه وسلم: «أَتَدْرُونَ لِمَ جَمَعْتُكُمْ؟»، هذَا فِيهِ تَعلِيمُ طَرِيقةِ
السُّؤَالِ والجَوَابِ؛ لِيَكُونَ أَدعَى لِلانتِبَاهِ.
قَولُه
صلى الله عليه وسلم: «مَا جَمَعْتُكُمْ لِرَغْبَةٍ»؛ يَعنِي: طَمعٌ.
قَولُه
صلى الله عليه وسلم: «وَلاَ لِرَهْبَةٍ»؛ يَعنِي: لِخَوفِ أنّه سَيَحدُثُ، وَلَكنْ هُو
أَرَادَ أنْ يُبلِّغَهم صلى الله عليه وسلم مَا جَاءَ بِه تَمِيمُ الدَّارِيُّ رضي
الله عنه وَمَن مَعَه مِن خَبَرٍ غَرِيبٍ.
قَولُه
صلى الله عليه وسلم: «وَلَكِنْ جَمَعْتُكُمْ؛ لأَنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ، كَانَ رَجُلاً
نَصْرَانِيًّا، فَجَاءَ فَبَايَعَ وَأَسْلَمَ»، تَمِيمُ الدَّارِي رضي الله
عنه كَانَ نَصرَانيًّا مِن أَهلِ الشَّامِ، ثمَّ أَسْلَم رضي الله عنه، وهُو أَبُو
رَقية تَمِيم بنِ أَوسٍ الدَّارِي؛ نِسبَةً إِلَى البَلدَةِ فِي الشّامِ يُقَالُ
لَهَا: الدَّارُ، وَحَسُنَ إِسلاَمُه رضي الله عنه.
قَولُه صلى الله عليه وسلم: «وَحَدَّثَنِي حَدِيثًا وَافَقَ الَّذِي كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ عَنْ مَسِيحِ الدَّجَّالِ»، كَانَ هَذَا حَدِيثُ الجسَّاسَةِ؛ مُكمِّلاً لخَبَرِ الدّجَّالِ، والجَسَّاسَةِ سَيَأتِي بَيَانُها.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2942).