الدَّابَّةُ: يَا
فُلاَنُ أَنتَ مِن أَهلِ الْجنّةِ، ويَا فُلاَنُ أَنتَ مِن أَهلِ النَّارِ.
وَذَلِكَ قَولُه عز وجل: الآية،﴿وَإِذَا وَقَعَ ٱلۡقَوۡلُ
عَلَيۡهِمۡ﴾ [النّمل: 82] ([1]).
ولأبِي
داود الطّيالسي في مسنده: عن حذيفة رضي الله عنه، قال: ذَكَرَ رسولُ اللهِ صلى
الله عليه وسلم الدّابَّةَ فَقَالَ: «لَهَا ثَلاَثُ خَرَجَاتٍ مِنَ الدَّهْرِ:
فَتَخْرُجُ فِي أَقْصَى الْبَادِيَةِ وَلاَ يَدْخُلُ ذِكْرُهَا الْقَرْيَةَ -
يَعْنِي: مَكَّةَ - ثُمَّ تَكْمُنُ زَمَانًا طَوِيلاً، ثُمَّ تَخْرُجُ خَرْجَةً
أُخْرَى دُونَ ذَلِكَ فَيَفْشُو ذِكْرُها فِي أَهْلِ الْبَادِيَةِ وَيَدْخُلُ
ذِكْرُهَا الْقَرْيَةَ - مكّة - ».
قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بَينَمَا النَّاسُ فِي أَعْظَمِ الْمَسَاجِدِ عَلى اللهِ حُرْمَةً، خَيْرهَا وَأَكْرَمها عَلَى اللهِ - تَعَالَى - الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، لمْ يَرعَهُم إلاَّ وَهِي تَرْغُو بَيْن الرُّكنِ والْمَقَامِ، تَنْفُضُ عَنْ رَأْسِها التُّرَابَ فَارْفَضَّ النَّاسُ مِنهَا شَتَّى، ويَثْبُتُ عِصَابَةٌ من الْمُؤْمِنِيْن، وعَرَفُوا أنَّهُم لِم يُعْجِزُوا الله - تَعالَى - فَبَدَأَتْ بِهم، فَجَلَّتْ وُجُوهَهُم حَتَّى جَعَلتْها كَالكَوَاكِبِ الدُّرِّيِّ، وَوَلَّت فِي الأَرضِ، لاَ يُدْرِكُها طَالِبٌ، وَلاَ يَنجُو مِنهَا هَارِبٌ؛ حتَّى إِنَّ الرَّجُلَ ليتَعَوَّذُ مِنهَا بِالصَّلاَةِ، فَتَأْتِيهِ، فَتَأتِيهِ مِن خَلْفِهِ فَتُقُولُ: يَا فُلاَنُ، الآَن َتُصَلِّي؟ فَتَقْبَلُ عَلَيهِ فَتَسِمُهُ فِي وَجْهِهِ، ثُمّ تَنْطَلِقُ، وتَشِتَرِكُ النّاسَ فِي الأَموَالِ، وَيَصْطَلِحُون فِي الأَمصَارِ، يُعْرَفُ الْمُؤْمِنُ مِن الكَافِرِ، حَتَّى إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَقُولُ: يَا كَافِر! اقْضِ حَقِّي، وَحَتَّى إِنَّ الكَافِرَ يَقُولُ: يَا مٌؤمِنُ! اقْضِ حَقِّي» ([2]).
([1]) انظر: تفسير البغوي (6/ 179).