وَقَالَ أبُو
القَاسِمِ البَغَوِيُّ: أنَا عَليُّ بنُ الْجَعدِ عَن فُضَيلِ بنِ مَرزُوقٍ
الرَّقَاشِيِّ - وسُئِلَ ابنُ مَعِيْن، فقَالَ: ثِقةٌ - عَن عَطِيَّة العوفيِّ:
عَن ابْنِ عُمَر رضي الله عنهما قَالَ: «تَخرُجُ الدَّابَّةُ مِن صَدعٍ فِي
الكَعبَةِ؛ كَجَريِ الفَرسِ، ثلاَثَةَ أَيَّامٍ لاَ يَخرُجُ ثُلُثُهَا» ([1]).
ولِمسلمٍ:
عَن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شُمَاسَةَ الْمَهْرِىِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ
مَسْلَمَةَ بْنِ مُخَلَّدٍ، وَعِنْدَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ
الْعَاصِ، فَقَالَ: عَبْدُ اللَّهِ لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ إِلاَّ عَلَى شِرَارِ
الْخَلْقِ، هُمْ شَرٌّ مِنْ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ، لاَ يَدْعُونَ اللَّهَ
بِشَيْءٍ إِلاَّ رَدَّهُ عَلَيْهِمْ، فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ، أَقْبَلَ
عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ، فَقَالَ لَهُ مَسْلَمَةُ: يَا عُقْبَةُ اسْمَعْ مَا
يَقُولُ عَبْدُ اللَّهِ، فَقَالَ: عُقْبَةُ هُوَ أَعْلَمُ، وَأَمَّا أَنَا
فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لاَ تَزَالُ عِصَابَةٌ
مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى أَمْرِ اللهِ، قَاهِرِينَ لِعَدُوِّهِمْ، لاَ
يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ وَهُمْ عَلَى
ذَلِكَ».
فَقَالَ
عَبْدُ اللهِ: أَجَلْ، «ثُمَّ يَبْعَثُ اللهُ رِيحًا كَرِيحِ الْمِسْكِ مَسُّهَا
مَسُّ الْحَرِيرِ، فَلاَ تَتْرُكُ نَفْسًا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنَ
الإِْيمَانِ إِلاَّ قَبَضَتْهُ، ثُمَّ يَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ عَلَيْهِمْ
تَقُومُ السَّاعَةُ» ([2]).
وروى حَمَّادٌ بنُ سَلَمةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ، حَتَّى يُقَاتِلَ آخِرُهُمُ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ» ([3]).
([1]) انظر: تفسير البغوي (6/ 179).