قَالَ: «إِنِّي
لأَرَى مَوَاقِعَ الْفِتَنِ خِلاَلَ بُيُوتِكُمْ»؛ عِندَ أوْ قَرِيبًا مِن
بُيُوتِكُم؛ لأنَّ الفِتنَةَ سَتَغْشَى النَّاسَ فِي بُيُوتِهم، وَهَذا تَحذِيرٌ
مِنْهُ صلى الله عليه وسلم؛ أنَّه سَيَكُونُ هنَاكَ فِتَنٌ تَصِلُ إلَى النَّاسِ.
العَادَةُ
أنَّ النَّاسَ إذَا بَقُوا فِي بُيُوتِهِم، يَسلَمُون مِن الفِتَنِ، إذَا خَرَجُوا
مِنْهَا وتَعَرَّضُوا لِلفتَنِ، تُصِيبُهُم، لَكنَّ هَذِه لاَ تَقِي مِنْهَا
البُيُوتُ، هَذِه فِتَنٌ تَصِلُ إلَى النَّاسِ فِي بُيُوتِهم، وهُم سَاكِنُونَ
فِيهَا، وهَذَا - واللهُ أَعلَمُ - فِي آخِرِ الزَّمَانِ، إذَا تَطَوَّرَ
وَسَائِلُ الإِعَلاَمِ وَالبَثُّ الفَضَائِيُّ والأَقْمَارُ الصِّنَاعِيّةُ - كمَا
يَقُولُونَ -، فَإنَّ الشرَّ يَنتَقِلُ مَعَهَا بِسُهُولةٍ، وَيَصلُ إلَى البيُوتِ
بِوَاسِطَةِ الشَّاشَاتِ، بوَاسِطةِ المُعِدّاتِ التِي تَنقُلُ الأحْدَاثَ،
ينْظُرُ إِلَيهَا الإِنسَانُ وهُوَ فِي بَيتِهِ، وهِيَ فِي أَقصَى الأَرْضِ؛
كأنَّهُ مَوجُودٌ عِنْدَهَا.
والرَّسُولُ
صلى الله عليه وسلم لاَ يَنطِقُ عَن الهَوَى، وإنَّ هَذَا شَيءٌ سَيَحصُلُ، وإنَّ
الفِتنَ سَتَغزُو البُيُوتَ، تَدخُلُ عَلَيهَا، وَهَذَا مِن بَابِ التَّحذِيرِ،
هذَا إِخبَارٌ منْهُ صلى الله عليه وسلم؛ يُحذِّرُ النَّاسَ، وعِندَ وُجُودِ هذِهِ
الفِتنِ المُنتَشِرَة يَأخُذُ الإنسَانُ حِذْرَه، ويَصُونُ بَيتَهُ مِن وُصُولِ
هَذِه الفِتَنِ إِلَيهِ، وهَذَا فِيهِ صُعُوبَةٌ، وَلَكنْ مَعَ الصَّبْرِ
والاحتِسَابِ يُعِينُهُ اللهُ سبحانه وتعالى.
*****