وهَذِهِ الشُّبَه مِنْهَا ما أَدْلَى به مُشْركو
الأُمَم السَّابقة ومِنهَا مَا أَدْلَى به مُشْركو هَذِهِ الأُمَّة.
الشبه الَّتِي أدت إِلَى كثرة الشرك فِي هَذِهِ الأمة
****
أولاً:
الاحتجاج بما عَلَيْه الآباء والأجداد.
·
وَمِنْ
هَذِهِ الشُّبَه:
أوَّلاً:
شُبْهة تَكَاد تَكُون مُشْتركةً بَيْن طَوَائف المُشْركين فِي مُخْتلف الأُمَم
قديمًا وَحديثًا، وهي شُبْهة الاحْتجَاج بما عَلَيْه الآبَاء والأَجْدَاد، وَأنَّهم
وَرِثُوا هَذِهِ العَقِيدَة عَنْهم، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿وَكَذَٰلِكَ
مَآ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ فِي قَرۡيَةٖ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ
مُتۡرَفُوهَآ إِنَّا وَجَدۡنَآ ءَابَآءَنَا عَلَىٰٓ أُمَّةٖ وَإِنَّا عَلَىٰٓ
ءَاثَٰرِهِم مُّقۡتَدُونَ﴾
[الزخرف: 23].
وهَذِهِ
حُجَّة يَلْجأ إلَيْها كُلُّ مَنْ يَعْجز عن إقَامَة الدَّليلِ عَلَى دَعْواه،
وَهي حُجَّة دَاحضَة لا يُقَام لها وَزْن فِي سُوق المُنَاظرة؛ فإنَّ هَؤُلاَءِ
الآبَاء الَّذِينَ قَلَّدوهم لَيْسوا عَلَى هدًى، ومَنْ كَانَ كذَلِكَ لا تَجُوز
متابعتُهُ وَالاقْتدَاء به، قَالَ تَعَالَى:﴿أَوَلَوۡ كَانَ ءَابَآؤُهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ شَيۡٔٗا
وَلَا يَهۡتَدُونَ﴾ [المائدة:
104] وقَالَ تَعَالَى: ﴿أَوَلَوۡ
كَانَ ءَابَآؤُهُمۡ لَا يَعۡقِلُونَ شَيۡٔٗا وَلَايَهۡتَدُونَ﴾ [البقرة: 170].
وَإنَّمَا يَكُون الاقْتدَاء بالآبَاء مَحْمودًا
إِذَا كَانُوا عَلَى حَقٍّ، قَالَ تَعَالَى عن يُوسُف عليه السلام: ﴿وَٱتَّبَعۡتُ مِلَّةَ ءَابَآءِيٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَۚ
مَا كَانَ لَنَآ أَن نُّشۡرِكَ بِٱللَّهِ مِن شَيۡءٖۚ ذَٰلِكَ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ
عَلَيۡنَا وَعَلَى ٱلنَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَشۡكُرُونَ﴾
[يوسف: 38] وقَالَ تَعَالَى: ﴿وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱتَّبَعَتۡهُمۡ
ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَٰنٍ أَلۡحَقۡنَا بِهِمۡ ذُرِّيَّتَهُمۡ﴾
[الطور: 21].