×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الأول

وهَذِهِ الشُّبْهة مُتَغلغلَةٌ فِي نُفُوس المُشْركينَ، يُقَابلون بها دَعَوات الأنْبيَاء -عَلَيْهم الصَّلاَة والسَّلاَم-، فقَوْم نوحٍ لَمَّا قَالَ لهُمْ نوحٌ: ﴿وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوۡمِهِۦ فَقَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓۚ أَفَلَا تَتَّقُونَ ٢٣فَقَالَ ٱلۡمَلَؤُاْ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوۡمِهِۦ مَا هَٰذَآ إِلَّا بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيۡكُمۡ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَأَنزَلَ مَلَٰٓئِكَةٗ مَّا سَمِعۡنَا بِهَٰذَا فِيٓ ءَابَآئِنَا ٱلۡأَوَّلِينَ ٢٤ [المؤمنون: 23 - 24].

فَجَعلوا ما عَلَيْه آبَاؤُهم حُجَّة يُعَارضون بها مَا جَاءَهم به أَبُوهُم نُوحٌ عليه السلام. وقَوْم صَالح يَقُولُون له: ﴿أَتَنۡهَىٰنَآ أَن نَّعۡبُدَ مَا يَعۡبُدُ ءَابَآؤُنَا [هود: 62].

وقَوْم شُعَيب يَقُولُون لَه: ﴿أَصَلَوٰتُكَ تَأۡمُرُكَ أَن نَّتۡرُكَ مَا يَعۡبُدُ ءَابَآؤُنَآ [هود: 87].

وقَوْم إبْرَاهيم يَقُولُون لَه لمَّا أفْحَمَهم بالحُجَّة وقَالَ لَهُم: ﴿إِذۡ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوۡمِهِۦ مَا تَعۡبُدُونَ ٧٠قَالُواْ نَعۡبُدُ أَصۡنَامٗا فَنَظَلُّ لَهَا عَٰكِفِينَ ٧١قَالَ هَلۡ يَسۡمَعُونَكُمۡ إِذۡ تَدۡعُونَ ٧٢أَوۡ يَنفَعُونَكُمۡ أَوۡ يَضُرُّونَ ٧٣قَالُواْ بَلۡ وَجَدۡنَآ ءَابَآءَنَا كَذَٰلِكَ يَفۡعَلُونَ ٧٤ [الشعراء: 70 - 74].

وَقَالَ فِرْعَون لمُوسَى: ﴿قَالَ فَمَا بَالُ ٱلۡقُرُونِ ٱلۡأُولَىٰ [طه: 51].

وَهَكَذا الكُفْر ملَّةٌ وَاحدةٌ، لا يَمْلك أَهْلُه حُجَّة يَدْفَعون بها الحَقَّ إِلاَّ هَذِهِ الحُجَّة الوَاهيَة.

ثانيًا: الاحتجاج بالقدر على تبرير ما هم عَلَيْه من الشرك.

ثانيًا: الشُّبْهة الَّتِي أدْلَى بها مُشْركو قُرَيش وغَيْرهم، وهي الاحْتجَاج بالقَدَر عَلَى تَبْرير ما هُمْ عَلَيْه من الشِّرْك، قَالَ تَعَالَى فِي سُورَة الأنْعَام: ﴿سَيَقُولُ ٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواْ لَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَآ أَشۡرَكۡنَا وَلَآ ءَابَآؤُنَا وَلَا حَرَّمۡنَا مِن شَيۡءٖۚ [الأنعام: 148]، وقَالَ فِي سُورَة النَّحْل: ﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواْ لَوۡ شَآءَ


الشرح