×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الأول

وَنَهَى عَنْ أَنْ تُتَّخذَ عيدًا، وَهَؤُلاَء يَتَّخذُونَهَا أَعْيَادًا وَمَنَاسكَ، يَجْتَمعُونَ لَهَا كَاجْتمَاعهمْ لِلْعِيدِ أَوْ أَكْثَرَ!

وَأَمَرَ بتَسْويَتهَا، كَمَا رَوَى مُسْلمٌ في «صَحيحِهِ» عَنْ أَبي الهَيَّاج الأَسْديِّ قَالَ: «قَالَ لِي عَليٌّ: أَلاَ أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ؟ أَنْ لاَ تَدَعَ تمْثَالاً إِلاَّ طَمَسْتهُ، وَلاَ قَبْرًا مُشْرِفًا إِلاَّ سَوَّيْتَهُ» ([1])، وَهَؤُلاَء يُبَالغُونَ في مُخَالَفَة الحَدِيثِ، وَيَرْفَعُونَهَا عَن الأَرْض كَالبَيْت، وَيَعْقدُونَ عَلَيْهَا القِبَابَ.

وَنَهَى عَنْ تَجْصيص القَبْر وَالبنَاء عَلَيْه، كَمَا رَوَى مُسْلمٌ عَنْ جَابرٍ رضي الله عنه: «نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُجَصَّصَ الْقَبْرُ، وَأَنْ يُقْعَدَ عَلَيْهِ، وَأَنْ يُبْنَى عَلَيْهِ» ([2]).

وَنَهَى رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم عَنِ الكتَابَة عَلَيْهَا، كَمَا رَوَى أَبُو دَاوُدَ عَنْ جَابِرٍ أَيْضًا قَالَ: «سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يُقْعَدَ عَلَى الْقَبْرِ، وَأَنْ يُجَصَّصَ، وَأَنْ يُبْنَى عَلَيْهِ» ([3]).

وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: قَالَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: أَوْ يُزَادَ عَلَيْه، وَزَادَ سُلَيْمَانُ بْن مُوسَى: أَوْ يُكْتَبَ عَلَيْه، وَلَمْ يَذْكُرْ مُسَدَّدٌ حَديثَهُ: أَوْ يُزَادَ عَلَيْه، وَهَؤُلاَء يَزيدُونَ عَلَيْه الآجُرَّ وَالجِصَّ وَالأَحْجَارَ.

قَالَ إبْرَاهيمُ النَّخعيُّ: كَانُوا يَكْرَهُونَ الآجُرَّ عَلَى قُبُورهمْ.

 وَالمَقْصُودُ: أَنَّ هَؤُلاَء المُعَظِّمينَ للْقُبُور، المُتَّخذينهَا أَعْيَادًا، المُوقِدِينَ عَلَيْهَا السُّرُج، الَّذينَ يَبْنُونَ عَلَيْهَا المَسَاجدَ وَالقِبَابَ مُنَافُونَ لِمَا


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (969)

([2])  أخرجه: مسلم رقم (970).

([3])  أخرجه: أبو داود رقم (3225).