وَنَهَى عَنْ أَنْ تُتَّخذَ عيدًا، وَهَؤُلاَء
يَتَّخذُونَهَا أَعْيَادًا وَمَنَاسكَ، يَجْتَمعُونَ لَهَا كَاجْتمَاعهمْ
لِلْعِيدِ أَوْ أَكْثَرَ!
وَأَمَرَ
بتَسْويَتهَا، كَمَا رَوَى مُسْلمٌ في «صَحيحِهِ» عَنْ أَبي الهَيَّاج الأَسْديِّ
قَالَ: «قَالَ لِي عَليٌّ: أَلاَ أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ؟ أَنْ لاَ تَدَعَ تمْثَالاً إِلاَّ طَمَسْتهُ،
وَلاَ قَبْرًا مُشْرِفًا إِلاَّ سَوَّيْتَهُ» ([1])،
وَهَؤُلاَء يُبَالغُونَ في مُخَالَفَة الحَدِيثِ، وَيَرْفَعُونَهَا عَن الأَرْض
كَالبَيْت، وَيَعْقدُونَ عَلَيْهَا القِبَابَ.
وَنَهَى
عَنْ تَجْصيص القَبْر وَالبنَاء عَلَيْه، كَمَا رَوَى مُسْلمٌ عَنْ جَابرٍ رضي
الله عنه: «نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله
عليه وسلم أَنْ يُجَصَّصَ الْقَبْرُ، وَأَنْ يُقْعَدَ عَلَيْهِ، وَأَنْ يُبْنَى
عَلَيْهِ» ([2]).
وَنَهَى
رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم عَنِ الكتَابَة عَلَيْهَا، كَمَا رَوَى أَبُو
دَاوُدَ عَنْ جَابِرٍ أَيْضًا قَالَ: «سَمِعْتُ
رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يُقْعَدَ عَلَى الْقَبْرِ، وَأَنْ
يُجَصَّصَ، وَأَنْ يُبْنَى عَلَيْهِ» ([3]).
وَقَالَ
أَبُو دَاوُدَ: قَالَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: أَوْ يُزَادَ عَلَيْه،
وَزَادَ سُلَيْمَانُ بْن مُوسَى: أَوْ يُكْتَبَ عَلَيْه، وَلَمْ يَذْكُرْ مُسَدَّدٌ
حَديثَهُ: أَوْ يُزَادَ عَلَيْه، وَهَؤُلاَء يَزيدُونَ عَلَيْه الآجُرَّ وَالجِصَّ
وَالأَحْجَارَ.
قَالَ
إبْرَاهيمُ النَّخعيُّ: كَانُوا يَكْرَهُونَ الآجُرَّ عَلَى قُبُورهمْ.
وَالمَقْصُودُ: أَنَّ هَؤُلاَء المُعَظِّمينَ للْقُبُور، المُتَّخذينهَا أَعْيَادًا، المُوقِدِينَ عَلَيْهَا السُّرُج، الَّذينَ يَبْنُونَ عَلَيْهَا المَسَاجدَ وَالقِبَابَ مُنَافُونَ لِمَا
([1]) أخرجه: مسلم رقم (969)