المَقْبُور وَعبَادَته،
وَسُؤَاله الشَّفَاعَةَ منْ دُون اللَّه، وَاتِّخَاذِ قَبْره وَثَنًا تُعَلَّقُ
عَلَيْه القَنَاديلُ وَالسُّتُورُ، وَيُطَافُ به، وَيُسْتَلمُ، وَيُقَبَّلُ،
وَيُحَجُّ إلَيْه، وَيُذْبَحُ عِنْدَهُ، فَإذَا تَقَرَّرَ ذَلكَ عنْدَهُمْ
نَقَلَهُمْ إلَى دُعَاء النَّاس إلَى عبَادَته، وَاتِّخَاذه عيدًا وَمَنْسَكًا،
وَرَأَوْا أَنَّ ذَلكَ أَنْفَعُ لَهُمْ مِنْ دُنْيَاهُمْ وَأُخْرَاهُمْ.
فَإذَا تَقَرَّرَ ذَلكَ عنْدَهُمْ، نَقَلهمْ منْهُ
إلَى أَنَّ مَنْ نَهَى عَنْ ذَلكَ، فَقَدْ تَنَقَّص أَهْلَ هَذه الرُّتَب
العَاليَة، وَحَطَّهمْ عَنْ مَنْزلَتهمْ، زَعَمَ أَنَّهُ لاَ حُرْمَةَ لَهُ وَلاَ
قَدْرَ، وَقَدْ سَرَى ذَلكَ فِي نُفُوس كَثيرٍ منَ الجُهَّال وَالطَّغَام، وَكَثير
ممَّنْ يَنْتَسبُ إلَى العِلْمِ وَالدِّينِ حَتَّى عَادَوْا أَهْلَ التَّوْحيد،
وَرَمَوْهُمْ بالعَظَائم وَنَفَّرُوا النَّاسَ عَنْهُمْ...»، انْتَهَى
كَلاَمُهُ رحمه الله، وَهُوَ يُصَوِّرُ الدَّاءَ وَأَسْبَابه، وَلاَ علاَجَ لهَذَا
الدَّاء القَاتِلِ، وَالوَبَاء الفَتَّاك إلاَّ ببَذْل الأَسْبَاب الشَّافيَة
وَالوَاقيَة وَالَّتي تَتَلَخَّصُ - فِي نَظَري - فيمَا يَأْتي:
1-
الرُّجُوعُ إلَى الكِتَابِ وَالسُّنَّة، وَكُتُب السَّلَف الصَّالِحِ؛ لفَهْم
العَقيدَة الصَّحيحَة، وَمَعْرفَة مَا يُضَادُّهَا أَوْ يُنْقِصُهَا مِنْ الشِّرْك
وَالبدَع وَالخُرافَات، وَنَبْذ الكُتُب المُخَالفَة للْكتَاب وَالسُّنَّة منْ
كُتُب الصُّوفيَّة وَالقُبُوريَّة وَالمُخَرِّفينَ.
2-
تَدْريسُ كُتُب العَقَائد الصَّحيحَة فِي المَرَاحل الدِّرَاسيَّة، وَتَكْثيف
مَنَاهجهَا، وَالتَّرْكيزُ عَلَيْهَا فِي النَّجَاح وَالرُّسُوب، وَاخْتيَار
المُدَرِّسينَ المُتَخَصِّصينَ فِي فَهْم عَقيدَة السَّلَف وَتَفْهيمهَا
للطُّلاَّب، وَأَنْ تَكُونَ هُنَاكَ دُرُوسٌ فِي المَسَاجد لتَفْهيم العَقيدَة
لعَامَّة النَّاس، وَمَنْ لاَ تَسْمَحُ لَهُ ظُرُوفُهُ بمُتَابَعَة الدِّرَاسَة
المَنْهَجيَّة.
3- اهْتمَامُ الدُّعَاة بتَصْحيح العَقَائد، وَالدَّعْوَة إلَى التَّوْحيد، وَالتَّحْذير منْ الشِّرْك، وَإنْكَار مَا يَقَعُ منَ الشِّرْك حَوْلَ الأَضْرحَة فِي مُحَاضَرَاتهمْ